تتعدد أسباب ترك الموظفين لعملهم أو تراجع أدائهم في الوظيفة، ولكن المتفق عليه أنّ تسرب الموظفين أو دورانهم أمر مكلف للشركة وعليها ضبطه، وذلك حتى لا تفقد السيطرة، فبيئة العمل المستقرة أساس وسر النجاح، إلا أنّه يُوجد فرق بين مفهومي التسرب الوظيفي ودوران العمالة اعتمادًا على الأسباب.
يكمن الفرق بين هذين المفهومين فيما يأتي:
التسرب الوظيفي (بالإنجليزية: Employee Attrition)؛ هي عملية يتم فيها إنهاء خدمة الموظف بشكل طبيعي، مثل: التقاعد، الاستقالة، الوفاة، أوإلغاء المنصب أو المسمى الوظيفي، دون ملء الشاغر الذي تركه، مما يُؤدي إلى ظهور مشكلات في بيئة العمل؛ كزيادة العبء على الموظفين الآخرين وانخفاض الأيدي العاملة، ويُمكن التعبير عن مفهوم التسرب أنّه دورة الحياة الطبيعية للعمالة.
أما دوران العمالة (بالإنجليزية: Employee Turnover)؛ هو فقدان الموظف بشكل طوعي أو غير طوعي، بقصد ملء الشاغر الذي يرأسه، وقد تتفق أسباب الدوران مع أسباب التسرب، ولكن يُنظر للدوران بشكل سلبي، نظرًا للعبء الذي يقع على أصحاب العمل، فهو مؤشر غير طبيعي، ويتلخص هذا المفهوم بما يأتي:
يكون بقرار من الموظف بترك العمل لأسباب مختلفة، مثل: عرض عمل أفضل، بيئة العمل السامة، ضعف الراتب، نقص فرص التطور الوظيفي، وهذا يُشعر الموظف بعدم وجود أهداف حقيقة وثقافة حقيقة للشركة.
يكون عبر إنهاء خدمات الموظف أو فصله بقصد استبداله خلال فترة زمنية قصيرة، ويكون ذلك لعدة اعتبارات، منها: ضعف الأداء في الوظيفة، مشكلات في التدريب والإعداد، وتخبط في القرارات نتيجة عدم وجود رؤية واستراتيجية واضحة.
على الرغم من أنّ هذين المفهومين يدلان على مشكلات حقيقة تُواجه بيئة العمل، إلا أنّه يُمكن أن يكون لهما إيجابيات، وتوضيح ذلك فيما يأتي:
اقرأ أيضًا: نصائح لتوظيف الشخص المناسب.
على الجانب الآخر، فإنّ السلبيات التي تتعلق بالتسرب الوظيفي ودوران العمالة أكثر من الإيجابيات، ويُمكن تلخيص ذلك فيما يأتي:
للتوضيح أكثر فيما يخص المفهومين السابقين، إليك الأمثلة الآتية:
اقرأ أيضًا: خطوات لتنمية الشركات بطريقة ذكية.
من أبرز الأسباب المشتركة فيما بينهما ما يأتي:
إنّ قلة المحفزات المادية سبب في كل من التسرب و الدوران، مثل: قلة الراتب، وعدم وجود نظام المكافآت الذي يُحفز الموظف لتقديم الأفضل لديه، مما يؤدي لغياب الدافع، فالمال هو الذي يشغل بال غالبية الموظفين.
إنّ وجود مسار وظيفي مهم، مع توفر خطط تنموية فردية وتقييم واضح يُؤدي إلى تحقيق الأمان في بيئة العمل، وفقدان ذلك سيُؤدي للفوضوية وعدم معرفة الموظف ما له وما عليه، مما يُسبب التسرب أو الدوران.
من المهم أن تكون لدى شركة رؤية واضحة وأهداف محددة ورسالة؛ لتسهيل وضع خطط مستقبلية، كما من الضروري أن تعمل الشركة على تطوير موظفيها من خلال البرامج التدريبية والدورات وورش العمل، وفي حال فقدان ذلك كله ستُواجه الشركة ضعفًا ملموسًا في مسألة التخطيط والتطوير، مما يدفعها لاتخاذ قرارات غير مدروسة.
إنّ عدم تحقيق التوازن ما بين الحياة الشخصية والحياة العملية، سيكون سببًا في إرهاق الموظف في الوظيفة وتوتره وقلقه، مما يخفض من معنوياته، فتظهر مشكلات خاصة بقلة الإنتاجية، لذلك على الشركة أن تهتم بهذه المسألة.
إنّ عدم وجود ثقافة للشركة تُحدد تفاعل الموظفين مع بعضهم، وآلية العمل فيما بينهم، وتُحدد علاقة الموظفين مع الإدارة والتواصل فيما بينهم، قد يُشعر الموظفين بعدم التقدير والاهتمام من رأس الهرم أيّ إدارة الشركة، مما يتسبب بظهور مشكلات في بيئة العمل.
من أبرز الأسباب التي تدفع الموظفين لترك عملهم بشكل طوعي هو ضغط العمل الكبير، فالضغط بتسبب بزيادة توتر الموظف وإرهاقه واستنزاف طاقته، مما يخلق لديه مشكلات عديدة، مثل: الاحتراق الوظيفي، وما ينتج عنه من نقص في الإنتاجية وإصابة الموظف باللامبالاة والاهتمام، مما يدفع الشركة للاستغناء عن خدماته.
اقرأ أيضًا: كيف تدير فريقك عن بعد؟
يتفق مفهوما التسرب الوظيفي ودوران العمالة بالكلفة التي يتسببون بها على الشركة، بالرغم من اختلافهما والفروقات التي تقع بينهما، فالتسرب في الغالب يكون طبيعيًا، أما الدوران فغير طبيعي، ولكن المؤكد بأنّهما يشتركان في كثير من الأسباب، مثل: قلة الرواتب، بيئة العمل غير المرنة، ضعف التطوير والتخطيط، وعدم وجود ثقافة للشركة وعياب مفهوم العمل الجماعي، وغيرها من الأسباب.
في ضوء ما سبق، يمكننا القول بأنّ لقسم الموارد البشرية دورًا مهمًا في حل هاتين المشكلتين، من خلال وضع خطط تنموية فردية لكل موظف، وعمل دراسات خاصة باحتياجات بيئة العمل ومستوى الأداء العام وتقديم توصيات للإدارة بهذا الشأن، بالإضافة إلى توفير فرص تدريب وتطوير وتحقيق المرونة في مكان العمل والوظيفة.
مقالات ذات صلة
هل تعمل في مجال المبيعات العقارية؟
خصص بضعة دقائق لملء هذا الاستبيان
وساهم بشكل مباشر في تطوير حلول مصممة خصيصاً لمواجهة التحديات في مجال المبيعات العقارية.
شارك الآن وكن جزءا من التغيير