في كل عام، تُنفق الشركات الأمريكية بشكل جماعي أكثر من 80 مليار دولار على تدريب الموظفين، وزاد الإنفاق العالمي على التدريب والتطوير بنسبة 400% في 11 عامًا، لكن الأمر لا يتعلق بكمية الأموال التي تنفقها، فما يهم هو مدى فعالية التدريب ومدى جودة تلقي الموظفين له، إذ يُعد قياس فعالية التدريب أمرًا حيويًا لجميع الشركات والمؤسسات من جميع الأحجام، وفي هذا المقال سنتحدث عن هذا الموضوع بالتفصيل.
فعالية التدريب (بالإنجليزية: Training Effectiveness)؛ هي مقياس لمدى تأثير برنامج التدريب على معرفة الموظف ومهاراته وأدائه وعائد الشركة على الاستثمار؛ لتحديد فعالية البرنامج التدريبي، ويجب تحديد أهداف وغايات التدريب بوضوح قبل إجراء التدريب، فهذا يسمح للقياس الدقيق لتأثير التدريب، ويُمكن بعد ذلك استخدام هذه المعلومات لإبلاغ قرارات التدريب، مثل: الاستمرار في استخدام أساليب تدريب مماثلة أو تكييف النهج.
كما أنّ فعالية التدريب تُشير إلى قدرة البرنامج التدريبي أو العملية التعليمية على تحقيق النتائج المرجوة وتعزيز المعرفة والمهارات لدى الموظفين، وتهدف عملية التدريب إلى تحسين الأداء وتطوير المهارات وتعزيز القدرات الشخصية والمهنية.
إنّ أهمية قياس فعالية تدريب الموظفين تتمثل فيما يأتي:
ربما يكون أهم سبب لتقييم فعالية التدريب هو معرفة ما إذا كان يُفيد مهارات موظفيك وأدائهم، بالإضافة أنّه يُوفر لهم فكرة واضحة عما حققوه والمسار الذي يتعين عليهم اتباعه، وذلك في سبيل التعلم والتطوير، ويحتاج جميع الموظفين تقريبًا إلى التشجيع الإيجابي للأشياء التي قاموا بها بشكل جيد، ويُريدون معرفة كيفية التحسين.
الهدف النهائي لجميع البرامج التدريبية هو تعزيز أداء الأعمال وتحسين عائد الاستثمار، ويُمكن تتبع جميع التغييرات في الإنتاجية والمبيعات والأرباح وقياسها، كما أظهرت الدراسات أنّ المؤسسات التي تستثمر بانتظام في التدريب تُؤدي أداءً أعلى من تلك التي لا تفعل ذلك، ولكن يجب العمل على اختيار التدريب الصحيح، ويجب تتبعه وقياسه بدقة.
عندما تستثمر موارد قيمة مثل الوقت والمال والطاقة في برامجك التدريبية، فمن الضروري قياس ما إذا كانت تعمل أم لا، لكن نواياك في تدريبك ستكون فريدة لعملك وأهدافك طويلة المدى، لهذا السبب تحتاج إلى تحديد أهداف واضحة في البداية، وإذا فشلت في القيام بذلك، فإنّ أيّ نتائج تتلقاها ستكون بلا معنى؛ لأنّه ليس لديك هدف في الأفق. وبمجرد أن تعرف إلى أين تتجه والنتيجة المرجوة، سيُساعدك قياس فعالية التدريب على معرفة ما إذا كنت على المسار الصحيح، أو إذا كنت بحاجة إلى إجراء أيّة تعديلات.
قياس فعالية تدريب الموظفين يُوفر معلومات قيّمة تُساعد على توجيه المستقبل، فمن خلال تقييم النتائج، يُمكن تحديد أفضل الممارسات والاستراتيجيات التدريبية التي تُؤدي إلى نتائج إيجابية، ويمكن استخدام هذه المعرفة لتحسين برامج التدريب المستقبلية وضمان تحقيق أقصى استفادة من الاستثمار في التدريب.
اقرأ أيضًا: تطوير الموظفين: ما مفهومه وأهميته؟
عندما يتم تقديم برامج تدريبية فعالة، يُمكن أن يُؤدي ذلك إلى زيادة الإنتاجية والكفاءة في مكان العمل، فمثلًا قد يُؤدي تدريب العاملين على مهارات جديدة أو تحسين المهارات الحالية إلى زيادة سرعة الإنتاج أو تحسين جودة المنتجات وبالتالي تحقيق ربحية أعلى.
هناك عدة نماذج تستخدمها الشركات عند قياس فعالية تدريب الموظفين، ومن أهمها ما يأتي:
لكن الأكثر شهرةً بينهم هو النموذج الأول؛ نموذج تقييم تدريب كيركباتريك ذي المستويات الأربعة، وتفصيله فيما يأتي:
إنّ الهدف من مرحلة رد الفعل هو الحصول على فهم جيد لمدى رضا الموظفين عن التدريب، وفي هذه العملية، تُلاحظ أيضًا موضوعات أو أنماطًا متكررة ومجالات محتملة للتحسين، إذ تتمثل مؤشرات الأداء الرئيسية فيما يأتي:
وتكون عملية القياس من خلال البيانات النوعية، والتي عادة ما تكون عبارة عن أسئلة مسح لفعالية التدريب، مع أسئلة مفتوحة، مثل:
إنّ الهدف من مرحلة التعلم هو التأكد من أن التدريب قد حقق أهدافه المقصودة، وتحديد المهارات التي يُمكن أن تطويرها، وتتمثل المؤشرات الرئيسة الخاصة بذلك فيما يأتي:
قد تشمل الأسئلة الخاصة في قياس الفعالية في هذه المرحلة ما يأتي:
اقرأ أيضًا: 9 طرق لتعزيز تطوير الموظفين في بيئة العمل
إنّ هدف مرحلة السلوك هو معرفة ما إذا كان سلوك الموظف قد تغير بسبب التدريب الذي تلقاه وإلى أيّ درجة، على وجه الخصوص، كيف أثر التدريب على أدائهم وموقفهم العام؟ وتتمثل أهم مؤشرات الأداء الرئيسة فيما يأتي:
يتم في هذه المرحلة قياس التغيير السلوكي من خلال الملاحظات والمراجعات، وذلك قبل التدريب وبعده، ومن الأمثلة على الأسئلة التي تُطرح ما يأتي:
إنّ هدف المرحلة النهائية هو تقييم مدى فعالية البرنامج التدريبي في تحقيق النتائج في العمل، وفي هذه المرحلة، من الشائع قياس النتائج مثل الإنتاجية والكفاءة ورضا العملاء، وتتمثل مؤشرات الأداء الرئيسة ما يأتي:
على سبيل المثال، قد يتم جلب العملاء لمجموعة وسؤالهم عن تجربتهم الخاصة وكيف تغير ذلك بمرور الوقت، ويُمكن إجراء مقابلات مع المديرين لتحديد ما إذا كانوا يشعرون أنّ موظفيهم أكثر إنتاجية بشكل ملحوظ أو أنهم ينتجون عملًا عالي الجودة منذ التدريب.
من أفضل ممارسات قياس فعالية تدريب الموظفين ما يأتي:
اقرأ أيضًا: بيئة العمل السامة مقابل بيئة العمل الصحية
قياس فعالية تدريب الموظفين يُعد من عوامل نجاح عملية التدريب والتطوير، فمن خلال استخدام أدوات القياس المناسبة، يُمكن للمنظمات تقييم فعالية التدريب وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين، ولا تضمن الميزانية الكبيرة دائمًا فعالية التعلم والتطوير، لذلك يجب اللجوء إلى قياس الفعالية.
مقالات ذات صلة