إنّ الإصلاح الإداري مهم في الأداء الوظيفي وغيره، فكل نظام إداري أو مؤسسة أو منظمة او شركة تحتاج إلى إصلاح إداري في أيّ مرحلة من مراحل تطورها، فهو الخطوة الأولى التي يمكن للمديرين أو المشرفين اتخاذها لتحسين الأداء وللتعافي من الضربات والخسائر الكبيرة، التي تتعرض لها الشركة، لذلك يُعتبر الإصلاح الإداري أحد العوامل الرئيسية لتحقيق التطوير والنجاح المستدام في المؤسسات الحديثة.
الإصلاح الإداري هو عملية تحسين وتعزيز هيكلية ووظائف المؤسسات والمنظمات الإدارية، ويهدف إلى زيادة الكفاءة والفعالية والشفافية في إدارة الموارد واتخاذ القرارات، ويتضمن تحليل وتقييم العمليات الحالية، وتطوير إجراءات وسياسات جديدة، وتعزيز التواصل والتعاون الداخلي، وتنفيذ إصلاحات تنظيمية وتقنية لتحقيق أهداف المؤسسة بشكل أفضل وأكثر فاعلية.
يرجع أصل مفهوم الإصلاح الإداري إلى الدول الغربية؛ لأنّ الولايات المتحدة هي أول من قام بذلك، بداعي الكفاءة وتحسين أداء عمل الشركات أو التقليل من نسبة النفقات وزيادة الإنتاج، وهذا المفهوم الإداري يعود إلى أقل من 50 عامًا، وكانت هناك بدايات للعمل بنظام الإصلاح الإداري في الندوات والمؤتمرات، حتى يعرف الناس بفوائده العديدة.
إذًا مفهوم الإصلاح الإداري هو جهد سياسي وإداري واجتماعي وثقافي من أجل إحداث تغيرات أساسية في النظم والعلاقات والأساليب والأدوات، وذلك لتحقيق قدرات وإمكانيات لإنتاج درجة عالية من الكفاءة والفعالية في إنجاز المهام، وإذًا فالإصلاح له علاقات مباشرة في عمليه الأداء والتنمية الإدارية والأداء الوظيفي، وهو مفهوم متنوع يربط بين السلطة الإدارية والعناصر الأخرى.
إنّ الإصلاح الإداري يلعب دورًا أساسيًا في تطوير أيّ شركة، ويجب على كل مسؤول أن يبذل جهدًا كبيرًا لتحسين فعالياته باستمرار، وهذا يتطلب ما يأتي:
يهدف هذا النوع من الإصلاح عمومًا إلى إدخال تغييرات أساسية وإيجابية في السلوك والتنظيم والأدوات الإدارية وتحقيق تنمية قدرات وإمكانيات الجهاز الإداري، ويُؤمن له درجة عالية من الكفاءة والفعالية في إنجاز أهدافه وليكون قادرًا على إنجاز المهام والاختصاصات المحددة له وتقديم الخدمات اللازمة لسد الاحتياجات العامة للمجتمع على أفضل وجه وبأقل تكلفة، وفي أقصر وقت ممكن.
اقرأ أيضًا: ازدهار الموظفين: تعريفه، خصائصه، أساليبه
باختصار، يعزز الإصلاح الإداري قدرة المؤسسات على التكيف مع التغييرات المستمرة في البيئة العملية، ويُساهم في تحسين إدارة الموارد البشرية وتطوير قدرات ومهارات الموظفين، بالإضافة إلى ذلك، على خلق بيئة عمل إيجابية ومحفزة، حيث يتم تعزيز الابتكار والإبداع، وبشكل عام، يُمكن القول إنّ الإصلاح الإداري يعد أداة أساسية لتحقيق النجاح والاستدامة في المؤسسات والمنظمات المختلفة.
من استراتيجيات هذا النوع من الإصلاح ما يأتي:
تقوم هذه الاستراتيجية على توجيه جهود الإصلاح نحو عدد قليل من العناصر والمنظمات المستهدفة في عملية الإصلاح، وتقوم هذه الاستراتيجية عادة بالتركيز على أربعة عناصر، وهي: مستوى الهيكلة، مستوى العنصر البشري، مستوى طرق وأساليب العمل، الأنظمة والتشريعات.
وتقوم هذه الاستراتيجية بالتركيز على عدد قليل ومحدود من العناصر المكونة للنظام الإداري الكلي، لكنها تُطبق على كل منظمات الجهاز الحكومي أو قطاعاته، وتُعد أيضًا قاصرة لعدم شمولها، وعلى سبيل المثال، قد تُركز هذه الاستراتيجية على تصحيح الأجور والمرتبات أو وضع الهياكل التنظيمية وتطويرها أو إجراء تقييم للوظائف في جميع قطاعات الجهاز الحكومي.
وتقوم هذه الاستراتيجية بانتقاء جميع العناصر الحرجة المكونة للأداء، داخل المنظمات الحكومية المختارة، ويتم تجربة برامج الإصلاح التي ستطبق على تلك العناصر قبل تعميمها على بقية العناصر، وذلك من خلال تشكيل لجنة لتجربة الإصلاحات المطلوبة على المستوى القطاعي أو الجغرافي، وهي بذلك تعتبر طريقة إدارية مؤقتة للإصلاح تتناسب مع عادات وممارسات عمل الموظفين والوسائل القانونية والإنسانية.
كما تُعتبر هذه الطريقة من وجهة نظر بعض الباحثين ذات آثار إيجابية على عملية الإصلاح الإداري، فهي تدفع الإدارة التقليدية إلى الشعور بوجود مهام جديدة كما تنشر روح المبادرة في الإدارة، وتكون هذه الأداة حافزة للإدارة التنفيذية، ولكن يعاب على هذه الاستراتيجية؛ حيث إنّها تُسبب ظهور الصراعات التي تُعيق عملية الإصلاح الإداري.
اقرأ أيضًا: 9 طرق لتعزيز تطوير الموظفين في بيئة العمل
من الأسئلة الشائعة حول ذلك ما يأتي:
يجب توفير بيئة عمل ملائمة وجذابة للمديرين، وذلك بتوفير الإضاءة الملائمة، والتهوية الجيدة والأثاث المريح والخدمات الأساسية الأخرى.
يجب توفير المساعدة اللازمة للمديرين، وذلك بتوفير الدورات التدريبية المناسبة والتوجيه والإرشاد لزيادة مهاراتهم وتطوير قدراتهم الإدارية وصقل مهاراتهم التنظيمية والحل الاجتماعي للمشكلات.
يجب دعم القيادة الإيجابية من خلال إعطاء المديرين الأهداف والتوجيه وتشجيعهم وتكريمهم وتحفيزهم والتأكد من شعورهم بالإنجاز والثقة والرضا.
يجب إدارة العمل بطريقة إيجابية وضمان توافق الأهداف من خلال اتخاذ القرارات السليمة والتحليلية التي تساعد على تحقيق الأهداف.
يجب مراقبة وتقييم الأداء بشكل دوري من الأفراد عن طريق تحليل وتقييم نتائج العمل الإدارية، وذلك لتحديد المواقع التي يجب تحسينها.
يجب استخدام التكنولوجيا الحديثة كوسيلة للتواصل الإداري والسلسلة الإدارية، وذلك لتحسين مستوى الفاعلية الإدارية.
يجب تشجيع العلاقات الإيجابية بين المديرين والموظفين، من خلال إنشاء فريق عمل يعكس مهاراتهم وقدراتهم المختلفة وتحفيزهم وتطويرهم وتعزيز علاقاتهم.
يهدف هذا النوع من الإصلاح الإداري إلى تنظيم الإدارة وتحديد المهام والاختصاصات وتوزيع الإمكانيات بين الإدارات والخدمات الحكومية المختلفة.
يهدف هذا النوع من الإصلاح الإداري لتحسين الأداء المؤسسي وزيادة كفاءة الإدارة وبناء قدرات العاملين في الحكومة.
ويتمثل هذا النوع من الإصلاح الإداري في تطوير نظام الخدمة المدنية والعمل على تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
يهدف هذا النوع من الإصلاح الإداري إلى تعزيز الشفافية في عمل الحكومة وتعزيز مسؤوليتها أمام المواطنين.
يهدف هذا النوع من الإصلاح الإداري إلى تحسين مستوى إدارة الموارد البشرية داخل الحكومة مثل تطوير التعليم الوظيفي والتدريب والتنمية.
ويهدف هذا النوع من الإصلاح الإداري إلى تطوير الحكومة الرقمية وزيادة كفاءتها باستخدام التكنولوجيا الحديثة وإدخال الحكومة الإلكترونية لإدارة الأعمال الحكومية.
اقرأ أيضًا: كيف تعتني بنفسك في بيئة العمل السامة؟
إنّ الإصلاح الإداري يؤدي إلى تحقيق العديد من الأهداف أهمها تحسين مستوى أداء الجهاز الإداري ورفع الإنتاجية وزيادة كفاءة الأجهزة وترشيد الإنفاق وتعزيز عملية تحول الديمقراطي وجعل الإجراءات الإدارية بسيطة ومواكبة مع مستجدات العصر من أجل تحقيق أفضل النتائج ومحاربة الفساد والقضاء على التعقيدات والعيوب وتحسين الرضا الوظيفي للموظفين.
مقالات ذات صلة