وسائل التواصل الاجتماعي: هل تؤثر على الإنتاجية؟

إنّ وسائل التواصل الاجتماعي يُختلف في حجم تأثيرها في الأداء العمل والإنتاجية، إذ يُقال إنّها لها إيجابيات وسلبيات، فالبرغم من أنّها وسيلة لتعزيز التواصل، إلا أنّه يُمكن أن تُشتت الانتباه، وتُقلل التركيز والانتباه، وفي هذا المقال سنُناقش أكثر تأثير هذه الوسائل على إنتاجية الموظفين وتطوير العمل.

وسائل التواصل الاجتماعي
جدول المحتويات

ما هو حجم تأثير وسائل التواصل الاجتماعي؟

نما استخدام الشبكات الاجتماعية بسرعة على مدار السنوات العشر الماضية، لذا فقد غطى تأثيرها جميع مجالات الحياة البشرية، بما في ذلك العمل، ووفقًا لتقرير صدر عام 2020م، جاء فيه: “كان هناك 3.80 مليار مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم في يناير 2020، وقد ارتفع هذا العدد بأكثر من 9% منذ عام 2019، مع انضمام 321 مليون مستخدم جديد”.

يتغلغل استخدام هذه الوسائل في المجتمع، فمثلًا فيسبوك من أشهر المواقع الاجتماعية في العالم، إذ لديه حاليًا ما يُقارب 1.5 مليار مستخدم منتظم، فحوالي واحد من كل خمسة أشخاص يستخدمه، كما أنّ هذه الوسائل منصة تُلبي احتياجات الإنسان الاجتماعية، وتُحاول التأثير في سلوكه بشكل أساس من خلال مجالات معينة، وهي: الإدراك الاجتماعي، والإدراك الذاتي المرجعي، ومعالجة المنافع الاجتماعية.

الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي في مكان العمل

من الآثار السلبية لهذه الوسائل على الإنتاجية في مكان العمل ما يأتي:

  • تشتت الانتباه

يُمكن أن يُشتت استخدام هذه الوسائل الانتباه، ويُؤدي ذلك إلى تقليل التركيز في العمل، وبالتالي يُؤثر سلبًا على الإنتاجية وجودة العمل.

  • إهدار الوقت

يُمكن أن تتسبب كثرة استخدام وسائل التواصل في إضاعة الوقت، إذ تُصرف العديد من الساعات في التصفح والمحادثات ومتابعة آخر الأخبار والتنقل بين التطبيقات الاجتماعية المختلفة، مثل: تويتر، سناب شات، فيسبوك، إنستغرام وغيرها.

  • زيادة التوتر

يُمكن أن يزيد استخدام هذه الوسائل في مكان العمل من التوتر والقلق، وعدم القدرة على التفاعل مع زملاء العمل، فالتركيز كله يكون في التفاعل والرد السريع على المحادثات.

  • انعدام الخصوصية

يُؤدي استخدام هذه الوسائل التواصل إلى انعدام الخصوصية، فالمعلومات المتداولة الخاصة بالموظف تكون متداولة، ويكون الجهد موجهًا نحو الحصول على رفع مستوى التفاعل، وقد يُشارك الموظفون معلومات حول الشركة دون الانتباه، فيعكس ذلك بيئة العمل وتداول غير قانوني محتمل من الداخل.

اقرأ أيضًا: ما دور المدير في تطوير الموظفين في بيئة العمل؟

  • الإدمان

يُمكن لوسائل التواصل أن تُصبح إدمانًا، وتُؤثر على الأداء الوظيفي والعام والحياة الشخصية للموظفين، وبالتالي يُؤدي ذلك إلى تقليل الإنتاجية والكفاءة في العمل.

  • التأثير في السمعة التنظيمية

تُعتبر وسائل التواصل عاملًا مهمًا في تشكيل سمعة المنظمة، إذ يُمكن لأيّ تصرف سلبي أو إيجابي من قِبل الموظفين يتم تداوله ومشاركته على نحو سريع وواسع، لذلك يجب أن يتم التعامل مع التطبيقات على نحو حذر ومسؤول.

كيفية التعامل مع إدمان وسائل التواصل الاجتماعي في العمل

هناك طرق عديدة يُمكن من خلال التعامل مع إدمان هذه الوسائل، ومنها ما يأتي:

فهم السبب والتعامل معه

إنّ الخطوة الأولى للتغلب على إدمان وسائل التواصل في مكان العمل هي فهم كيفية الوصول إلى هذه المرحلة، لبضع دقائق فكّر في اللحظات التي تتصفحها، فقد يكون ذلك في الساعات الأولى من الصباح عندما تستيقظ، أو عندما تشعر بالتوتر أو الوحدة، أو عندما تكون على وشك الذهاب إلى النوم.

عندما تكتشف السبب يُمكنك التعامل معه من خلال الخروج بخطط فعالة، وقد يستغرق الأمر 5 دقائق بمجرد النهوض من السرير، بحيث تغلق جميع الأجهزة وتُحاول الجلوس دونها، أو يمكنك التنزه في الحي لمدة 5-10 دقائق.

تفعيل دور الزملاء

يُمكن تفعيل دور زملاء العمل لمراقبة استخدامك لوسائل التواصل، فهذا يُساهم في إنشاء نظام دعم، ويكون وسيلةً فعالةً لمكافحة أيّ عادة سيئة، ويُمكن تنزيل تطبيقات خاصة في توقيف استخدام الوسائل هذه.

تغيير الروتين الصباحي

سواء كنت متجهًا إلى المكتب من المنزل أو تعمل من المنزل، فيجب عليك تقليل استخدام وسائل التواصل من أنشطتك الصباحية، فهذا يزيد من الإنتاجية في العمل اليومي، إذ يُؤدي إبعاد هاتفك عند الاستيقاظ إلى زيادة إنتاجيتك اليومية، ويُمكنك اعتماد بعض التمارين الرياضية في الصباح الباكر لبدء يومك.

اقرأ أيضًا: كيف تصبح متخصص في وسائل التواصل الاجتماعي؟

نصائح لتقليل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الإنتاجية

نصائح لتقليل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الإنتاجية

من النصائح التي تُقلل من التأثير السلبي للشبكات الاجتماعية ما يأتي:

  • اسأل نفسك ما قيمة هذه الوسائل؟

عندما تجد نفسك تحمل هاتفك لتصفح وسائل التواصل، اسأل نفسك عن سبب قيامك بذلك، وما قيمة هذه الوسائل؟ وعندما تصل إلى الإجابة، حاول التفكير في طرق مختلفة لمعالجة هذه المشكلة، مثل: التأمل أو المشي.

  • تنظيم المهام اليومية

وهذا بهدف التخطيط وتنظيم الوقت والحرص على عدم إهداره، فالأعمال المكتبية تتطلب التركيز الشديد خلال فترات العمل والحرص على تجنب الانشغال بالتفاعل مع وسائل التواصل.

  • التشجيع على العمل الجماعي

وهذا بدوره يُعزز التواصل المباشر والمفتوح بين الموظفين، مما يُؤدي إلى حلق التواصل الإيجابي، ويُحافظ على روح التعاون، وبالتالي المحافظة على الإنتاجية والأداء العام.

  • الاهتمام بالصحة النفسية والبدنية

وذلك من خلال التغذية الصحية وممارسة الرياضة، فهذا كله يُساعد على زيادة التركيز ورفع الإنتاجية في مكان العمل، إذ يُقال: العقل السليم في الجسم السليم، وفي إطار الحديث عن التغذية الصحية يُنصح الاهتمام في جودة الطعام والتركيز على الأطعمة الغنية بالفيتامينات، والتي تُعطي طاقة في أثناء العمل.

  • تعطيل تنبيهات التطبيقات الاجتماعية

وذلك من خلال الإعدادات الخاصة في التنبيهات على الهاتف المحمول أو الحاسوب الشخصي خلال فترات العمل، بحيث يتم تعطيلها حتى لا ينشغل الموظف في كل رسالة أو إشعار يصله، وبهذا يُحافظ على التركيز، ولا يُشتت انتباهه.

  • استخدام تطبيقات تحديد مدة الاستخدام

وهذه التطبيقات تحسب مدة جلوس الشخص على وسائل التواصل، وبالتالي يُساعد ذلك على تحديد وقت الاستخدام.

  • البحث عن بدائل

قد يكون هناك بدائل أفضل للشبكات الاجتماعية، مثل: البريد الإلكتروني أو تطبيقات الرسائل الفورية الداخلية للشركة، إذ يُمكن استخدامها بدلًا من الوسائل المعتادة للتواصل مع الزملاء في العمل.

اقرأ أيضًا: الاستثمار العاطفي: كيفية تأثيره في ثقافة الشركة

الخاتمة

إنّ وسائل التواصل الاجتماعي بالرغم من فوائدها وإيجابياتها في تعزيز التواصل، إلا أنّها قد تُؤثر في الإنتاجية بشكل سلبي، وذلك إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، ومن خلال فهم التأثير السلبي لهذه الوسائل على الأداء العام، يُمكن اتخاذ الخطوات اللازمة لتقليل هذا التأثير، مثل: تنظيم المهام اليومية، التشجيع على العمل الجماعي، الاهتمام بالصحة النفسية والبدنية، تعطيل تنبيهات التطبيقات الاجتماعية، استخدام تطبيقات تحديد مدة الاستخدام، والبحث عن بدائل.

في الختام، لا يُمكن إنكار أنّ هذه الوسائل لديها تأثير كبير على حياتنا اليومية، وهي جزء أساس منها، ولكن يجب علينا أن نكون حذرين، ونُحاول تقليل تأثير التطبيقات الاجتماعية على حياتنا وعملنا، وهذا في سبيل الحفاظ على الأداء الوظيفي وعدم التأثير على جودة الحياة والعمل.

المراجع

  1. How Social Media Is Impacting our Productivity in the Workplace
  2. Social Media Impact on Work Productivity
  3. The Impact of Social Media on Productivity
Shares

مقالات ذات صلة

الفرق بين إدارة الأداء وتقييم الأداء

هل موظفوك محصنين من عدوى دوران العمالة؟

ثقافة الابتكار: كيف تصبح مؤسستك مركزًا لها؟

error: Content is protected !!
We use cookies to improve your experience on our website. By browsing this website, you agree to our use of cookies.

تسجيل الدخول

إنشاء حساب

كلمة سر منسية

كن صوتاً مؤثراً في قطاع العقارات

هل تعمل في مجال المبيعات العقارية؟

خصص بضعة دقائق لملء هذا الاستبيان

وساهم بشكل مباشر في تطوير حلول مصممة خصيصاً لمواجهة التحديات في مجال المبيعات العقارية.

 شارك الآن وكن جزءا من التغيير