التحول الرقمي: هو إعادة كتابة قواعد العمل

 ما هو التحول الرقمي؟

التحول الرقمي: هودمج التكنولوجيا الرقمية في جميع جوانب العمل، وليس مجرد بعض التطبيقات الرقمية، مما يؤدي إلى تغييرات جذرية في نماذج العمل وطريقة تقديم القيمة الشاملة. ويحقق تغييرًا ثقافيًا في المؤسسات، حتى تصبح أكثر استعدادًا للتجربة المتنوعة والتكيف مع التغيير الجديد.

وتجنب الاكتفاء بالطرق التقليدية للعمل. فالشعور بالفشل وتقبل التجربة والخطأ يعتبر جزء من العملية والتعلم.

لذلك فالتحول الرقمي ليس مجرد الاعتماد على تقنيات جديدة، بل يهتم بالخبرة الاستراتيجية ويرغب في تحقيق أقصى قدر من التكنولوجيا الرقمية وأهميته المتجددة بالاتصالات والخبرة داخل الشركة.

ماهي أهمية التحول الرقمي؟

لا شك أن التحول الرقمي أصبح ضرورياً لبقاء الشركات ونموها في عصرنا الحالي. لقد أحدث وباء كوفيد-19 تغييرات جذرية في تحولات المستهلكين وتوقعاتهم، مما أجبرهم على التكيف بسرعة لمواكبة هذه التحولات.

في هذا السياق، تبرز أهمية التحول الرقمي من عدة جوانب محورية:

اقرأ أيضاٌ: النحول الرقمي: تحديات وفرص الموارد البشرية

1. المرونة والتاقلم والتكيف مع المتغيرات السريعة في سلاسل التوريد والطلب والعرض، كما شهدنا خلال الجائحة.
2. مواكبة السرعة في تعاملات المستهلكين، كالتحول نحو التسوق عبر الإنترنت، واعتماد الخدمات، والانتقال إلى المعاملات الرقمية الناجحة.
3. تسعى الشركات جاهدة لمواكبة التغيرات في قطاع الرعاية الصحية، من خلال توفير تجارب رقمية متميزة ومُحسة بشكل واضح للمرضى، حسب احتياجاتهم وتوقعاتهم المتغيرة الطبية. حيث تعتمد هذه الشركات على تفاصيل تقديم خدمات طبية مُخصصة وآنية، هدفها تحسين جودة الرعاية الصحية للمرضى.
4. تحقيق الربحية للشركات في مختلف العقود لتعزيز وزيادة الإنتاج وذلك من خلال الاستثمار الذكي في التقدم مثل إنترنت الأشياء وتقنية سلسلة الكتل، وتساهم بشكل بارز في إدارة سلاسل التوريد وغيرها من العمليات الحيوية،
5. القدرة على المساهمة في الشركات، حيث أصبح التحول الرقمي أساسيًا للنجاح والبقاء في بيئة الأعمال المتطورة.

لم يعد التحول الرقمي مجرد خيار للشركات، بل أصبح ضرورة حتمية لضمان البقاء في ظل المستقبل المجهول والقدرة على مواجهة المنافسة الشرسة. فالنجاح في العصر الرقمي يتطلب من المؤسسات أن تتبنى نهج مرن يتسم بسرعة التأقلم والتكيف إضافة إلى التعلم والتطور المستمر لمواكبة الاحتياجات المتغيرة للسوق. إن القدرة على الاستجابة السريعة والتطور الدائم هما المفتاح لتحقيق الريادة في هذا العصر المتسارع، مما يدفع  الشركات إلى تطوير استراتيجيات رقمية فعّالة تمكنها من مواكبة التغيرات التكنولوجية والاقتصادية المتلاحقة.

ما هي الاتجاهات الرئيسية في التحول الرقمي 

في عالم التكنولوجيا الرقمية والتغيرات الجذرية في بيئة الأعمال، لا بد من إعادة النظر في هياكلها وثقافتها ومواكبة هذا العصر الرقمي الشامل، إدارة الموارد البشرية وقسم التحول الرقمي، يرى أن هناك عدة اتجاهات رئيسية يجب العمل بها:

1.  العمل على بناء قوة عاملة مرنة وقادرة على التكيف السريع مع المتغيرات الجذرية ، وذلك من خلال برامج متخصصة في المهارات الرقمية والقيادة التحويلية.
2. الاعتماد المتزايد على أساليب العمل الهوائي الرقمي والهجين، الأمر الذي يستلزم إعادة هندسة التنوع وممارسات الموارد البشرية، وتبني مقارنات إبداعية وحث الانضباط والإنتاجية في ظل هذا التغيير في بيئة العمل.
3. الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات لإدارة العمليات الإدارية والتشغيلية، مما يؤدي إلى إعادة هيكلة المهام المطلوبة والأدوار الجديدة.
4. التركيز على تطوير ثقافة التشجيع على الإبداع والتجريب والتعلم المستمر، وتمكين الموظفين الرقميين من أداء المهام.
5. إن أكثر ما يهم أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والاستراتيجية المركزية هو أن تهتم بشكل خاص بنظرة التطور الذكية للتقنيات الرقمية والدور المتنامية للخوارزميات والنماذج التخطيطية التي تركز بشكل مباشر على حياة الأفراد والمجتمعات.
6. يجب على المنظمات أن تضع إطارًا مشتركًا وقانونيًا صارمًا ومستخدمًا والمسؤولية والحرص في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الرائدة بما في ذلك حماية خصوصية الإنسان ويلتزم بأعلى المعايير والنزاهة والمساءلة.
7. زيادة المواهب وإدارتها في مجال البيانات والتحليلات لجذب المستثمرين ورواد الأعمال في مجال العمل الرقمي المتقدم.

لنجاح الجهود الرقمية، يجب على قسم الموارد البشرية العمل على التقنيات المتنوعة في التكنولوجيا والتشارك مع الآخرين لتناغم الألياف العصبية البشرية مع التغيير المنشود. فالاستثمار في رأس المال البشري هو حجر الزاوية لبناء منظمة فعالة ومُتكيفة.

اقرأ أيضاً: ثقافة الشركات: مفهومها و أنواعها

الأسئلة الشائعة حول التحول الرقمي هو اعادة كتابة قواعد العمل

سنجيب على أهم الأسئلة المتدوالة والشائعة ومنها ما يلي: 

1- كيف يمكنني قياس عائد الاستثمار على التحول الرقمي؟

يمكن أن يكون قياس الاستثمار الرقمي في مجال الاستثمار الرقمي تحديًا صعبًا لأن التحول الرقمي الشامل وطويل المدى يشمل جميع جوانب العمل. ومع ذلك، هناك بعض الطرق التي يمكن من خلالها قياس نطاق هذه الاستثمارات:

1. قياس أهميته وقيمته: يمكن أن يؤدي التحول الرقمي إلى خفض التغيرات وتوسيع نطاقها من خلال محاسبة العمليات وتبسيطها. يمكنك قياس هذه المدة من خلال مقارنة تكاليف العمليات والفترة الزمنية قبل وبعد التحول الرقمي.
2. تحليل تجربة العميل والاحتفاظ بالعملاء: التخطيط الرقمي لتحسين تجربة العميل من خلال خدمات وقنوات رقمية جديدة. يمكنك قياس معدل النمو الصافي للتغيير، وتجديدات البناء الكلي، ومبيعات العملاء الحاليين لتحويل التأثير الرقمي على العلاقات مع العملاء.
3. الابتكار والدخول إلى أسواق جديدة: يمكن أن يؤدي التحول إلى ابتكار منتجات رقمية أو خدمات جديدة أو الدخول إلى أسواق جديدة. يمكنك تتبع المبيعات والإيرادات المتأتية من هذه المبادرات الجديدة.
4. تحليل والرسم: العديد من التغييرات الرقمية الجديدة مثل تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي فرصة أفضل واكتشاف جديد. يمكنك قياس نتائج هذه التأثيرات على صناعة التعاونيات والشبكات.
5. قياس التوفيرات التشغيلية: يمكن أن يؤدي التحويل الرقمي إلى تقليل التكاليف التشغيلية من خلال تقليل الاعتماد على الشبكات العصبية. يمكنك مقارنة تكاليف التشغيل قبل وبعد تنفيذ المشروع الرقمي.
6. تقييم التأثير على الموظفين: قد يؤدي التحول الرقمي إلى التأثير على أنواع مختلفة من الوظائف من خلال تحديد المهام وتمكين العمل بعد ذلك. يمكنك قياس هذا الهدف من خلال استطلاعات الموظفين والمصادر الأساسية.

ومن المهم أيضًا وضع أهداف وأرقام قابلة لقياس المبادرات التحولية، وتحديد الأداء الرئيسي الرقمي المماثل لتتبع التقدم المحرز. كما أن التعاون بين مختلف الإدارات والخبراء يمكن أن يساعد على تحديد وقياس العوائد بشكل أفضل.

اقرأ أيضاً: أهمية قواعد العمل: تعرّف عليها

2– كيف يمكنني البدء في التحول الرقمي أو تحسين استراتيجيتي؟

للبدء في التحويل الرقمي أو تحديد العناصر الرئيسية الخاصة بك، هناك عدة خطوات يجب تنفيذها:

1. قم بتقييم الوضع الحالي لشركتك من حيث العمليات، نموذج العمل، ثقافة الموظفين، وتجربة العميل. حدد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات.
2. حدد أهدافك الاستراتيجية للتحول الرقمي. هل تريد تفعيل العمليات؟ تقديم تجارب عميل أفضل؟ مجموعة واسعة من الخدمات/الخدمات الرقمية الجديدة؟ الدخول في أسواق جديدة؟ 
3. تشكيل فريق متعدد الوظائف بما في ذلك التكنولوجيا، التسويق، المبيعات، التحول، الشباب البشري. سيكون هذا الفريق مسؤولاً عن الإدارة التنفيذية.
4. قم بإشراك جميع الأشخاص الجدد الرئيسيين بما في ذلك الإدارة العليا. اجمع آراءهم وتجاربهم واحتياجاتهم واستمروا في الانضمام إليهم للتحول.
5. قم  بالعثور على العناصر والأدوات الرقمية التي ستدعم الاستراتيجية، مثل السحابة، تحليلات البيانات، الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء وما إلى ذلك.
6. قم بوضع بنود لكيفية تغيير الخطة الشاملة للأهداف والتضاريس والميزانيات للتخطيط. تحديد مراحل التنفيذ، والأهداف المتعددة، والقياسات الرئيسية لمؤشر الأداء.
7. ركز على تغيير إدارة الموظفين وثقافة التشجيع على الإبداع والتجريب. قم بتدريب الموظفين على المهارات والتقنيات الرقمية الجديدة.

3- ماهو الفرق بين الرقمية والتحول الرقمي؟

هناك فرق كبير بين “الرقمية” و”التحول” على الرغم من ارتباطهما بالألعاب الرقمية:

الرقمية: هي عملية تحويل المعلومات من أشكالها المادية التقليدية (مثل الأوراق والملفات) إلى شكل رقمي قابل للقراءة آليًا باستخدام أجهزة الكمبيوتر. على سبيل المثال، تحويل المستندات الورقية إلى ملفات PDF أو صور رقمية.

التحول الرقمي: هو نطاق أوسع من مجرد تحويل البيانات إلى شكل رقمي. تشمل إعادة هيكلة العمليات الرقمية، ونماذج الأعمال، وتجارب العملاء باستخدام أجزاء كالذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، تحليلات البيانات الكبيرة وغيرها. الهدف النهائي هو تحسين البيانات، القيمة، ونوعية جديدة للنمو.

الخاتمة

لا شك أن التحول الرقمي متواصل النمو ومعقد بشكل كبير، لذا يتطلب من التكنولوجيا المتطورة رؤية رقمية ثاقبة واستراتيجية طويلة المدى للتكيف ببيئة الأعمال الديناميكية والتقنيات الحديثة والشاملة للمنظمات التي لا تحتاج إلى إعادة تعريف الهندسة المتطورة لمواكبة العجلة المتسارعة.

المراجع

1- DIGITAL TRANSFORMATION – REWRITING THE RULES OF BUSINESS

2- Digital Transformation is Rewriting Work

3- How Digital Transformation is Rewriting Business Models