حينما لا تقدر على تغيير مسارك المهني
هل أنت بصدد إعادة النظر في حياتك المهنية؟ أم أنَّ حظَّك العاثر قد ألقى بكَ في براثن وظيفة تكرهها؟ إليك إذاً طريقة اختيار مسارك المهني أو تغييره وإيجاد المزيد من الرضا والمعنى لحياتك المهنية والشخصية.
نظراً لأنَّ الكثير من وقتنا نقضيه في العمل أو السفر من وإلى العمل، أو في التفكير في العمل، فإنَّ وظائفنا تلعب دوراً كبيراً في حياتنا. وإذا شعرت بالملل أو عدم الرضا عن الطريقة التي تقضي بها أجزاء كبيرة من يومك، فقد يكون لذلك أثر خطير على صحتك الجسدية والعقلية؛ إذ قد تصاب بالإرهاق والإحباط أو القلق أو الاكتئاب، أو عدم القدرة على الاستمتاع بالوقت في المنزل؛ وذلك مع علمكَ أنَّ يوم عمل آخر بانتظارك.
يمكن للاضطرار إلى التركيز لفترات طويلة على المهام التي تجدها عادية أو متكررة أو غير مرضية أن يتسبب في حدوث مستويات عالية من التوتر، وعلاوة على ذلك؛ إذا لم تجد عملك مفيداً ومجزياً، فمن الصعب إيقاد جذوة العزيمة والحماسة اللازمتين للتقدم في وظيفتك أو مسارك المهني؛ وعلى النقيض من ذلك، فأنت إن وجدت الشعور بالسعادة والرضا، فعلى الأرجح أن تحقق النجاح في مهنة تكون شاعراً بالشغف تجاهها؛ فكيف تصل إذاً إلى الرضا والشعور بأنَّ لحياتكَ المهنية معنىً؟
عندما يتعلق الأمر بإيجاد الرضا في العمل، يكون لديك خياران اثنان:
وسواءٌ أكُنتَ قد تخرجت في جامعتك للتو، أم أنَّك لا تجد أنَّ وظيفتك الحالية توفر لكَ الكثير من فُرص التطور الوظيفي، أم كنت تعاني البطالة – حالكَ حالُ الكثيرين في أيامنا هذه؛ فقد يكون الوقت قد حان لإعادة النظر في المسار الوظيفي الذي اخترته.
ومن خلال تعلم كيفية البحث عن الخيارات المتاحة، وإدراك نقاط قوتك واكتساب مهارات جديدة – بالإضافة إلى إيجاد ما يكفي من شجاعة لإجراء التغيير اللازم – يمكنك اكتشاف المسار الوظيفي الذي يناسبُ احتياجاتك.
وحتى إن وجدت نفسكَ رهينة وضع تكرهه، وذلك مع عدم وجود فرصة واقعية لإجراء أي تغيير كان؛ فما تزال هنالك طرائق ناجعة لإيجاد المزيد من الفرح والرضا في كيفية كسب لقمة العيش.
بالنسبة إلى الكثيرين منا، لا تتجاوز التطلعات ذات الصلة بالمسار المهني مجرد كونها “أضغاث أحلام”؛ إذ يعني الواقع المُعاش – المتمثِّل في دفع الفواتير وتأمين لُقمة العيش وتوفير مُسلتزمات الأطفال والتكفُّلَ بمصاريف دراستهم – أنَّك مجبرٌ على قضاء 40 ساعة كل أسبوع وأنت تقوم بعمل لا تستسيغه، أو لربما يفرض عليكَ واقعكَ المُعاش هذا التوفيق بين عدة وظائف، هذا بالإضافة إلى وفائكَ بالتزاماتك الأسرية، فقط لتتمكن من تدبُّر أموركَ في خضمِّ الحالة الاقتصادية التي نعيشها في أيامنا هذه؛ وحينها ستبدو واقعية فكرة إجراء تغيير مهني بمثل استحالة أن تصبح رياضياً محترفاً أو رائد فضاء!!
لكن ورغم كل هذا، فإنَّ الاستيقاظ كل صباح وأنت كارهٌ فكرة الذهاب إلى العمل، ثم التحديق في الساعة طوال يوم عملك وأنتَ راغبٌ في أن يحين وقت المغادرة بأسرعَ ما يمكن قد يكون له أثرٌ سلبي حقيقي على صحتك؛ إذ يمكن أن يتركك شاعراً بالضيق وخيبة الأمل والعجز والتعب، ويجعلك سريع الانفعال حتى عندما لا تكون في مكان عملك.
وبالمثل، إنَّ الحصول على وظيفة رتيبة أو غير مجزية يمكن أن يتركك عرضة للإجهاد والإرهاق مثلها مثل العمل الذي يبقيك على عجلة من أمرك دوماً، ويمكن أن يضرَّ هذا بصحتك النفسية – والعقلية عموماً – كما لو كنتَ عاطلاً عن العمل.
اقرأ أيضًا: المسار المهني: متى يجب عليك تغييره؟
حتى في أكثر الوظائف رتابة واعتيادية، يمكنك التركيز غالباً على الكيفية التي يؤثر فيها منصبك الوظيفي فيك ويساعد الآخرين؛ مثل تقديم منتج قيِّمٍ أو خدمة تشتد الحاجة إليها. لذا ركِّز على النقاط الإيجابية التي تمنحك وظيفتك إيَّاها، تلك التي تستمتع بها على وجه الخصوص؛ حتى لو اقتصرت على الدردشة مع زملائك في العمل؛ إذ يمكن أن يساعدك تغيير موقفك تجاه وظيفتك على استعادة السيطرة وإيجادِ مغزى لما تقوم به.
إذا لم تكن وظيفتك أو مهنتك هي الوظيفة التي تريدها بحق، فابحث عن المعنى والرضا في مكان آخر: في عائلتك أو هواياتك، أو أي شيء تحب القيام به بعد انتهائكَ من عملك، وحاول أن تكون ممتناً لقيامك بعمل يؤمِّن لقمة عيشك وعائلتك، والتركيز على الأجزاء التي تجلب لك السعادة في حياتك؛ كما يمكن أن يؤدي قضاء عطلة أو أنشطة ممتعة في عطلة نهاية الأسبوع إلى إحداث فارق حقيقي في أيام عملك.
يقدر كل ربِّ عملٍ الموظف الذي يتطوع للعمل في مشروع جديد، كما يمكن للقيام بمهام جديدة وتعلم مهارات جديدة في العمل أن يساعد في القضاء على الملل ويقوي سيرتك الذاتية؛ ويمكن أن يؤدي العمل التطوعي خارج العمل إلى تحسين ثقتك بنفسك وتجنُّب الإصابة بالاكتئاب، ويزودك بخبرة عمل قيِّمة ويعرفك إلى جهات تواصل تنشط في مجال اهتمامك.
يمكن أن يساعد وجود روابط قوية في مكان العمل في تقليل الرتابة وتجنُّب الإرهاق؛ إذ يساهم التواجد رفقة أصدقائك والدردشة والمزاح معهم خلال اليوم في تخفيف الضغط الناجم عن وظيفة غير مرضية، أو في تحسين أدائك في وظيفتك، أو في اجتياز يوم عصيب.
حتى لو كان حلماً لا يمكنك تحويله إلى واقع في الوقت الحالي، فإنَّ وجود خطة يمكن تنفيذها مستقبلاً – عندما تتحسن الحالة الاقتصادية، أو يكبر أطفالك؛ على سبيل المثال لا الحصر – يمكن أن يمنحك الأمل ويساعدك على الشعور بالنشاط والقدرة على التعامل بشكل أفضل مع الصعوبات الحالية؛ كما أنَّ مجرد إرسال السير الذاتية والتشبيك “Networking” يمكن أن يجعلانك تشعر بالقوة؛ كما يمكن أن يصبح إجراء تغيير مهني أكثر قابلية للتحقيق عندما لا يكون هنالك أي ضغط زمني، وحينما تقسِّم خطة التغيير خاصتك إلى أهدافٍ وخطوات أصغر يمكن التحكم فيها.
ما الذي حلمت بالعمل فيه في الماضي؟ وما الذي تستمتع بالقيام به كل يوم؟ قم بتدوين أي شيءٍ يتبادر إلى ذهنك، مهما بدت أفكارك غريبة.
قم بتدوين المشاريع أو الموضوعات التي تثير شغفك أو تؤجج مخيلتك، وفكر في قصص الأشخاص الذين تحبهم، واسأل نفسك لمَ تجعلك بعض الأنشطة سعيداً، وانتبه إلى الأوقات التي تستمتع فيها بحق.
تذكر أنَّ بحثك قد يستغرق بعض الوقت، وأنَّك قد تضطر إلى الخوض في عدة مسارات مهنية مختلفة قبل العثور على المسار الوظيفي المناسب. سيساعدك الوقت والتأمل على تحديد الأنشطة التي تستمتع بها كثيراً، والتي تجلب لك السعادة الحقيقية.
اقرأ أيضًا: كيف تنجح في بناء المسار المهني؟
إنَّه لمن الصعب دائماً التفكير في إجراء تغيير كبير في حياتك، وعليه قد يكون هنالك العديد من الأسباب التي تدفعك إلى الاعتقاد باستحالة إجراء تغيير مهني؛ لذا إليكَ فيما يلي بعض العقبات الشائعة التي قد تصادفك أو تفكر فيها، مع نصائح حول كيفية التغلب عليها:
يتطلب منك تغيير مسارك المهني استثماراً كبيراً لوقتك، لكن يبقى من الهام أن تتذكر بأنَّه لن يحدثَ دفعةً واحدة؛ لذا إن أنتَ جلست ووضعت خطة عملٍ مبدئية، وقسَّمت مهامك الكبيرة إلى مهام أصغر، تكون قد سهَّلت المَهمَّة على نفسك أكثر بكثير مما قد تتخيل؛ وإذا كانت نتيجة ذلك هي حياة مهنية أكثر سعادة ونجاحاً، فإنَّ الأمر يستأهل منك القيامَ بذلك.
إذا كنت قد عملت لسنوات عدة، فقد تشعر أنَّك قد بذلت الكثير من الوقت والجهد في حياتك المهنية، وأنَّه لمن غير المجدي أن تجري تغييراً مهنياً في منتصف أو في أواخر حياتك المهنية؛ أو لعلَّكَ قد تقلق من أن يؤثر ذلك التغيير في مستحقاتك التقاعدية وتأمينك الصحي الذي ستحصل عليه في وظيفتك الحالية؛ لكن ومع ذلك، كلما عملت أكثر، ازدادت احتمالية امتلاكك مهارات يكون في مقدورك استثمارها في مسارٍ مهني جديد (Transferable Skills).
حتى إذا كنت على وشك الحصول على معاش تقاعدي أو أي مزايا أخرى، يمكنك البدء بالتخطيط الآن لإجراء تغيير الوظيفي بعد تقاعدك من وظيفتك الحالية.
قد لا تكون على دراية بالمهارات التي تمتلكها، أو قد يؤدي تدني تقديرك ذاتكَ حقَّ قدرها إلى التقليل من قدرتك على التسويق لنفسك. وفي كلتا الحالتين، أنت على الأغلب تمتلك مهارات أكثر مما تظن؛ إذ يكفي أن تضع في حسبانكَ المهارات التي تعلمتها من وظيفتك، بالإضافة إلى هواياتك أو الأعمال التطوعية التي قمت بها، أو المهارات التي امتلكتها من تجاربك الحياتية الأخرى.
واكتساب المهارات ليس مسألة “أكون أو لا أكون”؛ إذ يكفيك التطوع مرة واحدة في الأسبوع أو حضور فصل دراسي مسائي – على سبيل المثال لا الحصر – لكي تمضي قدماً في مسعاك هذا، وذلك دون ترك وظيفتك الحالية.
في المناخ الاقتصادي الذي يخيِّم على أيامنا هذه، قد يبدو التفكير في تغيير المسار المهني أشبه بمخاطرة كبيرة؛ لكن ومع ذلك، إذا لم تكن راضياً عن وظيفتك الحالية، فإنَّ البحث عن خيارات أخرى لن يفيدك إلا على الأمد الطويل، فقد تكتشف – على سبيل المثال – مهنة ذات توقعات وظيفية “Job Outlook” مستقبلية طويلة الأمد تضفي استقراراً أكثر على حياتك المهنية؛ أضف إلى أنَّه لن يتعين عليك ترك وظيفتك الحالية ما لم تكن واثقاً من سلامة مسار حياتك المهنية الجديد.
يمكن لكونك عاطلاً عن العمل أو معاناتك من البطالة المُقنَّعة “Underemployment” أن يكون أمراً مرهقاً للغاية؛ فمن شأن هذا أن يزيد الضغوطات الناتجة عن حتمية الوفاء بالتزاماتك المالية؛ مثل أقساط الرهن العقاري والإيجارات وما شابه ذلك من التزامات. كما قد تشعر بالخجل نظراً لكونك لا تعمل، أو تشعر أنَّ فقدان وظيفتك قد أثَّر في شخصيتك، سواء في المنزل أم في العمل (يصحُّ هذا بشكل خاص إذا كنت قد عملت في المجال نفسه لفترة طويلة جداً).
لكن ومع ذلك، يمكن أن يكون للبطالة جانب مشرق، إذ تمنحك فرصة للتفكير في مسار حياتك المهنية؛ لذا إن كنت تفكر في الخوض في مجال جديد، يكون الوقت قد حان حينئذٍ للبحث في الخيارات المتاحة ومعرفة ما قد يناسبك منها؛ ومن يدري؟ قد ينتهي بك الأمر في وضع أقوى بكثير مما لو كنت قد بقيتَ في عملك السابق.
اقرأ أيضًا: كيف تجد وظيفة في تركيا
إذاً كيف تحول اهتماماتك إلى مهنة جديدة؟ مع القليل من البحث، ستفاجأ بالوظائف ذات الصلة بالعديد من الأشياء التي تحبها:
يمكن للأدوات المتاحة على شبكة الإنترنت أن ترشدك خلال عملية اكتشاف الذات هذه؛ وفي حين لا يمكن للأسئلة والاختبارات والتقييمات الشخصية أن تخبرك بما ستكون عليه مهنتك المثالية، بيد أنَّها يمكن أن تساعدك في تحديد ما هو هامٌ بالنسبة لك في مهنتك، وما تستمتع به وما تتفوق فيه؛ إذ تحدد بعض هذه التقييمات ستة أنواع مشتركة من الشخصيات، مثل الشخصية الاستقصائية أو الاجتماعية أو الفنية، وتمكِّنك من استكشاف عينة من الوظائف بناءً على نوع الشخصية التي تتصف فيها.
إذا قمت بتضييق نطاق بحثك عن بعض الوظائف أو مهن بعينها، فيمكنك حينئذٍ إيجاد ثروة من المعلومات عبر الإنترنت؛ بدءاً من توصيفات الوظائف ومروراً بمتوسط الرواتب ووصولاً إلى التقديرات المستقبلية للنمو الوظيفي.
سيساعدك هذا على معرفة وتحديد أولوياتك: مثل مدى استقرار المجال المهني الذي تفكر في العمل فيه، ومدى ارتياحك لمدى مخاطرتك بالقيام بذلك، وتحديد إن كان متوسط الرواتب مقبول لديك، ومدى حاجتك إلى التنقل من وإلى وظيفتك، وفيما لو كان الأمر يتطلب منكَ الخضوع إلى تدريب مهني؛ ومدى تأثير الوظيفة الجديدة في عائلتك من عدمه.
في حين يمكنك جمع الكثير من المعلومات من الأبحاث والاختبارات، لا بديلَ عن الحصول على بعض المعلومات من شخص يعمل حالياً في المجال المهني الذي اخترته؛ إذ يمنحك التحدث إلى شخص ما في مجال عملك الجديد إحساساً حقيقياً بنوع العمل الذي ستقوم به، وفيما لو كان يلبي توقعاتك بحق؛ وعلاوة على ذلك، ستبدأ في بناء علاقات في مجال حياتك المهنية الجديدة، مما يقرِّبك من الحصول على وظيفة أحلامك.
هل التقرب من الآخرين والتواصل معهم يشكل عاملَ قلقٍ بالنسبة إليك؟ لا يجب أن يكون كذلك؛ إذ يُعد التشبيك “Networking” وإجراء المقابلات الاستعلامية “Informational Interview” من المهارات الهامة التي يمكن أن تعزز حياتك المهنية بصورة كبيرة، كما يمكنك أيضاً الحصول استشارة مهنية أو الاستعانة بمدرب مهني، خاصة إذا كنت تفكر في القيام بتحول وظيفي كبير.
في بعض الأحيان، يمكن للنصائح المحايدة من الآخرين أن تفتح لك آفاقاً لم تكن لتفكر فيها.
ما إن تكوِّن لنفسكَ فكرة عامة عن مسار حياتك المهنية، خصص بعض الوقت لمعرفة المهارات التي تمتلكها، ولتحديد المهارات التي يجب عليك اكتسابها. تذكَّر أنَّك لن تبدأ تماماً من الصفر؛ فأنت تتمتع مسبقاً ببعض المهارات التي يمكنك البناء عليها. تسمى هذه المهارات “المهارات القابلة للنقل – Transferable Skills“، والتي يمكنك الاستفادة منها في أي مجال تقريباً؛ مثل:
إذا كانت مهنتك التي اخترتها تتطلب مهارات أو خبرات تفتقر إليها، فلا تيأس؛ فهنالك عدة طرائق لاكتساب المهارات المطلوبة. وفي أثناء التعلم، ستتاح لك أيضاً فرصة لمعرفة فيما لو كنت تستمتع بالوظيفة التي اخترتها أم لا، وكذلك بناء علاقات توصلك إلى الوظيفة التي تحلم بها.
إذا كنت تعاني من الإرهاق بسبب التنقلات من وإلى مكان عملك، أو من التعامل مع مدير صعب المراس؛ فقد تكون فكرة العمل لصالح نفسك جذابة للغاية. وحتى في ظل الحالة الاقتصادية السيئة، ما يزال من الممكن العثور على عملٍ يُناسبك؛ فتبعاً لمجال تخصصك، تفضِّل بعض الشركات ترشيد نفقاتها والعمل مع بائعين خارجيين.
ستقضي ساعات طوال في بدء مشروعك الخاص، وقد يستغرق عملك بعض الوقت حتى يؤتي ثماره.
خذ بعض الوقت لتحليل مجال عملك؛ هل تسد حاجة غير لم يسبقكَ إليها أحد؟ وما هي خطة عملك ومن هم المستثمرون المحتملون؟
يحدث ذلك تحديداً في الأشهر القليلة الأولى، فأنت تبني قاعدتك الأساسية، وقد يكون لديك تكاليف بدء العمل التي تستنزف أي ربح أولي؛ لذا احرص على وضع خطة تمكِّنكَ من التأقلم خلال هذه الفترة.
لا يحدث التغيير الوظيفي بين عشية وضحاها، ومن السهل أن تطغى عليك كل الخطوات اللازمة لإجراء الانتقال الوظيفي بنجاح؛ لكن ومع ذلك، ستصل إلى مرادك من خلال الالتزام والصبر وامتلاك الحافز.
قسِّم الأهداف الكبيرة إلى أهداف أصغر، وحاول أن تنجز شيئاً صغيراً واحداً على الأقل يومياً لإبقاء زخمك مستمراً.
اقرأ أيضًا: ماذا تحتاج لبناء مسارك المهني؟
خصص وقتاً للتواصل والتطوع أو العمل بدوام جزئي في مجال عملكَ الجديد قبل الالتزام فيه بصورة كاملة؛ لن يؤدي هذا إلى إجراء انتقال وظيفي أسهل فحسب، بل سيكون لديك الوقت اللازم للتأكد من أنَّك تسير على الطريق الصحيح، ولإجراء أي تغييرات ضرورية قبل العمل بدوام كامل في مجال عملك الجديد.
قد تنشغل للغاية بإجراء تحول وظيفي بحيث لا يتوفر لديك وقت كافٍ للنوم أو تناول الطعام؛ لكن ومع ذلك، فإنَّ إدارة الضغوطات وتناول الطعام بشكل صحيح والنوم بشكلٍ كافٍ وممارسة الرياضة، عوامل تمنحك القدرة على تحمل التغييرات الكبيرة المقبلة.
ابحث عن تدريب مهني أو فرص للعمل في مشاريع تساعدك على تطوير مهارات جديدة، ولا تنسَ أن تتحقق مما إذا كان ربُّ عملك سيدفع جزءاً من هذه التكاليف.
تعرف على البرامج التعليمية والمهنية في مجتمعك؛ فغالباً ما تقدم المؤسسات والمعاهد التعليمية والمكتبات فرصاً قليلة التكلفة لتقوية مهارات مثل الحوسبة أو المحاسبة أو تنمية المشاريع التجارية.
تتطلب بعض مجالات العمل درجة علمية أو شهادةً محددة؛ فلا تستعجل التفكير بأنَّ التعلُّم في سنِّكَ أو وضعك الحالي أمر مستحيل؛ إذ يمكنكَ حضور دروس ليلية أو إكمال دراستك بدوام جزئي لكي تتمكن من مواصلة العمل في وظيفتك الحالية.
يمكن اكتساب بعض المهارات المهنية من خلال التطوع أو إكمال فترة تدريبٍ معينة؛ وهذا له فائدة إضافية تتمثل في جعلك على تواصل مع أشخاص يعملون في المجال الذي اخترت العمل فيه.
لاكتشاف مهاراتك المهنية القابلة للنقل، ضع في حُسبانك ما يلي:
عندما تفكر في مهاراتك، فكر في جميع أشكال النشاطات؛ بما في ذلك التطوع والهوايات وتجارب الحياة؛ فعلى سبيل المثال، إذا لم يكن لديك خبرة في القيادة أو تخطيط البرامج، فإنَّ إنشاء نادٍ للكتاب – مثلاً – طريقة رائعة تضع فيها هذه المهارات في موضع التنفيذ.
ابدأ التفكير في الإنجازات التي حققتها في السابق؛ إذ يمكن أن تمثل دافعاً رائعاً لاكتساب وتطوير مهاراتٍ جديدة.
قد يكون هؤلاء قادرين على تحديد مهاراتك القابلة للنقل التي غفلت عنها، أو على مساعدتك في بلورة هذه المهارات بصورة أفضل مستقبلاً.
مسارات مهنية ذات صلة