إنّ المسار المهني (career path) مصطلح يُشير إلى سلسلة الوظائف أو المناصب المهنية التي يتولاها الموظف إلى حين زمن تقاعده، حيث يختلف ذلك حسب طبيعة العمل والتخصص الدراسي والاهتمامات والشغف لدى كل فرد، إلى جانب الفرص المتاحة له والخيارات التي أمامه لتطوير مهنته أو الترقية بها، وفي هذا المقال ستتعرف على كيفية النجاح في بناء المسار المتعلق بالمهنية.
إنّ النجاح في المسار المتعلقة بالمهنة أمر بحاجة إلى التخطيط والصبر والعمل الجاد، فأنت تُخطط لمستقبلك؛ لذلك يجب أن تعي جيدًا أهمية كل قرار تتخذه في هذا الصدد، وعن كيفية النجاح في بناء ذلك فيما يأتي:
تُعتبر المعرفة من أقوى الأساسيات لضمان التقدم في حياتك المهنية، أو في أيّ ظرف من الظروف، ولذلك لا تتوقف عن التعلم، حيث إنّه سيعمل على تطوير طريقة تفكيرك، ويُحسن من أدواتك ومهاراتك، خاصةً التعلم عبر الإنترنت، إذ أصبح التعليم الآن متاحًا أكثر من أيّ وقت مضى، ولا ينبغي أن يكون هناك عذر لعدم التعلم والتكاسل في ذلك.
في ضوء ما سبق، نوّع في مجالات التعليم ومصادره، مثل: تعلم مهارات جديدة في تخصصك الدراسي، أو تعلم مهارات إدارة الوقت أو القيادة أو غيره، وتذكر أنّ كل شيء تتعلمه سينعكس إيجابيًا على شخصيتك، وستُوظفه بشكل فعال أثناء قيامك بأعمالك واتخاذ قرارات بشأن المسار المهني (career path) الخاص بك.
إنّ قيامك بالعمل على الأهداف التي تهمك أولًا هو من بين أفضل الأمور التي يّمكن لأيّ شخص أن يّقدمها لنفسه، لذلك اهتم بمهامك وأظهر لمديرك أنّك متحمس لما تفعله، وحاول دائمًا أن تُحفز نفسك، وأن تضع أهدافًا تُنظم طريقة تفكيرك، وتجعل المهام أسهل بالنسبة لك؛ لتعرف كيفية التعامل مع ضغط العمل.
بالإضافة إلى ما سبق، احرص أثناء وضعك للأهداف على أن تكون محددة وقابلة للقياس، وتتناسب مع قدراتك ومهاراتك وما تتطلع إليه في المستقبل، ويُفضل أن تكون مرتبطةً بإطار زمني، أيّ أن تكون سنويةً، وحاول أن تلتزم بخطة عمل، وتذكّر أنّ الأهداف هي عملية مستمرة قابلة للتغيير بتغير الظروف.
اقرأ أيضًا: 10 نصائح قد تُساعدك في تحديد المسار المهني
حاول أن تُطور عادات جديدة في حياتك أثناء التخطيط نحو المسار المهني (career path)، إذ يُساعدك ذلك في توحيد جهودك وتوجيهها نحو هدف محدد، مثل: وضع قائمة بالمهام اليومية، والاستعانة بمنظم سنوي، وتدوين الملاحظات أثناء التعلم أو حضور الاجتماعات، فإنّ ذلك كله يُسهم في تنظيم أفكارك وخلق نظام يومي غير عشوائي.
في ضوء ما سبق، إنّ أحد أهم أسباب عدم القدرة على التطور والتأخر في اتخاذ القرارات هو سوء إدارة الوقت، فهذا الأمر يُسبب مشكلات في عدم القدرة على الالتزام بالمهام والأهداف، لذلك حاول أن تُرتيب أولوياتك، ويُمكن أن تستخدم الخرائط الذهنية والتقويم، ولا تنسَ الاهتمام بنظامك الغذائي.
إنّ الموظف الذي يُحاول أن يبني مسارًا مهنيًا ناجحًا عليه الحفاظ على أخلاقيات العمل، فالعمل بدون أخلاق بلا قيمة، فمن خلاله يكون الإنسان جديرًا بالثقة، ويتضمن ذلك الالتزام بمواد عقد العمل، وأن يتصف الموظف بالأمانة والصدق والإخلاص، ويكون حريصًا على صورته المهنية.
إنّ حفاظ الموظف على أخلاقيات العمل دليل على احترامه لمهنته ورغبته في التطور، وهي السبيل الذي يُعينه على التمييز بين الصواب والخطأ، ويضبط سلوكه، ويضمن له التوازن، وتذكر دائمًا أنّ سمعة الموظف من سمعة الشركة أو المؤسسة والعكس الصحيح، حيث إنّ الالتزام الأخلاقي يعود على الشركة بالفوائد.
إنّ العمل ليس كل شيء في الحياة، هو جزء أساسي لضمان معيشة كريمة، لكن هذا الأمر ليس مبررًا لإلغاء الحياة الشخصية، إذ إنّ إغراق نفسك بالعمل ستكون نتائجه سلبيةً؛ لأنّه سيُؤدي إلى الإرهاق، مما يُؤخر عملية التقديم في المسار المهني (career path)، لذلك اعمل بجد واجتهاد، ولكن ضمن ساعات محددة في اليوم.
اقرأ أيضًا: كيف تختار المسار المهني المناسب لك؟
في ضوء ما سبق، من الأمور التي يُنصح بها لإخراج نفسك من ضغوطات العمل هي ممارسة هوايات تُحبها أو الخروج في نزهة مع العائلة، ويُمكن أن تكون الرياضة خيارًا جيدًا خارج إطار العمل، فهي تُؤثر على الصحة البدنية والذهنية، وتجعلك دائم النشاط.
إنّ الثقة بالنفس من أهم الأمور التي تُحفزك لإكمال ما بدأت به، فمن المهم أن تكون مؤمنًا بنفسك، فهذا سيمنحك الشعور بالمسؤولية، وتُعينك خلال مواجهتك للظروف الصعبة والتحديات المتنوعة، والتي لا تخلو أيّة بيئة عمل منها، كما أنّ الثقة بالنفس تجعلك أكثر استقلاليةً، وتبحث دائمًا عن مفاتيح النجاح.
جدير بالذكر أهمية التواضع وعدم التكبر على الآخرين، حيث إنّ هناك الكثير من الأشخاص يظنون أنّ الغرور ثقة بالنفس، ولكنه في الحقيقة بداية للتراجع، لذلك احرص مهما بلغت من تقدم خلال رحلتك المهنية ألا تغتر بنفسك، خاصةً في بيئة العمل، حيث إنّ العمل الناجح هو غالبًا يكون عملًا جماعيًا وتعاونيًا.
من عوامل النجاح في المسار المهني (career path) التركيز على نقاط القوة ومحاولة علاج وتطوير نقاط الضعف، حيث إنّ التركيز على ذلك سيجعلك أكثر تميزًا وفاعليةً في عملك، فمن الطبيعي أن تكون موهوبًا في أمور وضعيفًا في أمور أُخرى، ولكن المهم كيفية تعاملك مع هذا الأمر بالإيجاب أو السلب، وبالتالي يجب أن تكون واعيًا بما تتميز ويجعلك تبرز أكثر وأكثر.
إنّ عملية اختيار مسارك الوظيفي أو المهني رحلة اكتشاف، لذلك من المهم أن تُدرك شغفك أين، وتعمل على الحفاظ عليه، فهو الذي سيمنحك الشعور بالرضا والدافع لتقديم المزيد، فلا تكن من الذين يُدركون شغفهم في وقت متأخر، لذلك ابحث عن المسار الذي عندما تستيقظ كل يوم لأداء المهام لا تشعر بثقل أو انعدام رغبة، لذلك حاول إدراك ما تُريد القيام به في هذه الحياة لتكن سعيدًا ومنتجًا إيجابيًا.
اقرأ أيضًا: كل ما عليك معرفته عن التطور الوظيفي
إنّ عملية اختيار المسار المهني (career path) المناسب لك ليس أمرًا سهلًا أبدًا، إذ يحتاج إلى التخطيط الجيد والتفكير في آلية النجاح للوصول إلى ما تتطلع إليه، لذلك لا تتوقف عن التعلم ليكون أساسك المعرفي قويًا، واعمل بجد على تحديد أهدافك بدقة، فهذا الأمر يُنظم طريقة تفكيرك، ويُسهل المهام عليك.
في ضوء ما سبق، إنّ التنظيم أيضًا يعمل على توجيهك بدقة نحو أهدافك، ومن المهم أن تُحافظ على أخلاقيات المهنة، فهذا دليل على احترام مهنتك، كما محاولاتك للموازنة بين الحياة الشخصية والعملية غاية في الأهمية، حتى لا تشعر بالإرهاق والاستنزاف، إلى جانب الثقة العالية بالنفس، والتركيز على نقاط القوة، والحفاظ على الشغف.
مسارات مهنية ذات صلة