كيف تصبح مسوقاً رقمياً؟

كيف تصبح مسوقاً رقمياً

ما هو التسويق الرقمي؟

إنَّ التسويق الرقمي مزيج من جميع جهود التسويق التي تستخدمها الشركات من خلال الوسائط الرقمية مثل مواقع الويب والبريد الإلكتروني ومحركات البحث وشبكات التواصل الاجتماعي للتواصل مع العملاء المحتملين.

يتواصل المسوقون الرقميون مع المستهلكين عبر أجهزة مثل الهواتف والأجهزة اللوحية وأجهزة الحاسوب، وهذا يتضمن فهم المكان الذي سيكون فيه العملاء المحتملون متصلين بالإنترنت، والجهاز الذي سيستخدمونه، ثمَّ التواصل معهم من هناك.

يختلف التسويق الرقمي عن نظيره التقليدي في أنَّ حملات التسويق التقليدية تركز على بيع المنتج للعميل، في حين يركز التسويق الرقمي على تقديم قيمة للعملاء المحتملين أينما ومتى ما احتاجوا إليها؛ فالهدف من جهود التسويق الرقمي يتلخص في وضع ما يريده الشخص أو يحتاجه أمامه، متى وأينما بحث عنه.

يُعدُّ مصطلح التسويق الرقمي مصطلحاً شاملاً، إذ توجد العديد من الوظائف المتخصصة التي تشارك في هذه الصناعة، بما في ذلك تحسين محركات البحث “SEO” وإدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي والتسويق بالمحتوى “content marketing” وتحليل البيانات والدفع عند النقر “PPC”، على سبيل المثال لا الحصر.

المهارات اللازمة للعمل في التسويق الرقمي حسب التخصص

• تحسين محركات البحث (SEO)

يبحث الناس عن معلوماتهم على محرك بحث جوجل ومحركات البحث الأخرى؛ لذا يُعدُّ تحسين مواقع الويب لضمان ظهورها بشكل طبيعي في محركات البحث جانباً أساسياً من جوانب التسويق الرقمي، كما أنَّ فهم كيفية دمج الكلمات المفتاحية في المحتوى وتغيير النصوص البديلة للصور “alt text” وتضمين الوصلات الواردة “backlinks” – وما إلى ذلك – أجزاء أساسية من هذه الاستراتيجية.

• إدارة مواقع التواصل الاجتماعي

تُعدُّ إدارة وتشغيل الحسابات على كل من فيسبوك وتويتر وإنستغرام وبينتريست ولينكد إن جانباً آخر من جوانب التسويق الرقمي؛ إذ يجب أن تكون قادراً على جذب المتابعين والتفاعل معهم بما يلبي احتياجاتهم؛ لذا فإنَّ التحلي بمعرفة كافية لتحديد من يستخدم هذه المنصات ومتى، سيساعد في تعزيز حملاتك التسويقية على وسائل التواصل الاجتماعي.

يجب عليك استخدام سرد إبداعي للقصص، بغية نشر منشورات تلبي التوجهات السائدة. ويتضمن القيام بذلك البحث عن جمهورك، ومعرفة ما يهتمون به في الوقت الحالي. إنَّه جانب سريع الخطى، ويتطلب إدارة ممنهجة وقدرة على التفكير ملياً والتصرف بسرعة.

• التسويق بالمحتوى

لكي تكون مسوق محتوى، يجب أن تتقن التفكير الإبداعي وتحليل بيانات؛ إذ يمكنك توظيف هاتين المهارتين لإنشاء محتوى جاذب عبر منصات متعددة تثر اهتمام جمهورك، مما يؤدي في النهاية إلى استقطاب المزيد من العملاء المحتملين، وإجراء المزيد من عمليات التواصل معهم.

• البيانات وتحليل البيانات

إنَّ فهم خدمة جوجل أناليتكس “Google Analytics” أمر لا مفر منه؛ فقابلية القياس إحدى فوائد التسويق الرقمي الذي تميِّزه عن الطرائق التقليدية للتسويق؛ لذا يجب أن تكون قادراً على توظيف مهاراتك في هذا المجال لمعرفة أي حملاتك التسويقية هي الأكثر نجاحاً.

يمكن أن تكون المقاييس معقدة؛ ولكنَّ القدرة على توظيفها في رسم صورة لجمهورك المستهدف ومعرفة ما يحفزهم، تمنحك الأدوات التي تحتاجها لتوسيع نطاق حملاتك التسويقية وزيادة الأرباح الإجمالية منها.

• الدفع عند النقر “Pay Per Click”

في الوقت الذي تركز فيه خوارزميات تحسين محركات البحث (SEO) على عمليات البحث المجانية “Organic Traffic”، تركِّز خدمة الدفع عند النقر “PPC” على توجيه الزيارات نحو المواقع الإعلانية، أو بصورة أدق: توجيه حركة المرور إلى مواقع الإنترنت، بحيث يدفع المعلن للناشر – عادةً محرك بحث، أو مالك موقع ويب، أو شبكة من مواقع الإنترنت – عند النقر على الإعلان.

يقدم المسوق الرقمي عروض أسعار على الكلمات الرئيسية، والتي عند البحث عنها ستظهر الإعلانات في قوائم الإعلانات المدفوعة. ويكون الشخص في هذا الدور الوظيفي مسؤولاً عن توجيه حركة المرور إلى موقع إلكتروني دون غيره، مع تحديد الإجراء الذي يجب أن يتخذه العميل بمجرد ولوجه هذا الموقع الإلكتروني.

يتطلب هذا الأمر تحليل البيانات لتقليل تكاليف الإعلانات وزيادة عائد الاستثمار “Return on investment”.

كيف تصبح مسوقاً رقمياً؟

بصرف النظر عن المهارات المهنية التي تتمتع بها، وعن التعليم الذي خضعت إليه، فإنَّ المسوقين الرقميين يظهرون مهارات متفردة وجديدة؛ إذ إنَّهم رواد وقادة فكر جريؤون؛ فإذا كنت تريد أن تكون واحداً منهم، فعليك التفكير مثلهم؛ وأفضل طريقة للقيام بذلك هي التعلم منهم مباشرة.

• اخضع إلى تدريب داخلي

إذا كنت قد بدأت العمل في هذا المجال لتوِّك، فيمكن أن يساعدك التدريب الداخلي في اكتساب الخبرة اللازمة. سوف يمنحك التواجد برفقة محترفين آخرين في هذا المجال إمكانية التعرف إلى الجوانب المختلفة للتسويق الرقمي، ويساعدك على تحديد ما تفضله فيه.

• اتبع خطى رواد التسويق الرقمي

يدرك المسوقون الرقميون أنَّ المجال ينمو بمعدل لا يضرهم فيه مشاركة أسرار الصناعة، ولا يؤدي إلى خلق منافسة أو الإضرار بعملهم؛ لذا لن يخبرك العديد من المسوقين الرقميين بما فعلوه فحسب، بل وسيشاركون معك دراسات حالة تبيِّن لك كيف فعلوا ذلك؛ فشاهدهم واستمع إليهم، واشترك في خدمة رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهم.

• أكثِر من التشبيك

هل تريد أن تكون مسوقاً رقمياً؟ إذاً اذهب إلى مكان وجود المسوقين الرقميين وتحدث معهم مباشرة؛ احضر مؤتمرات التشبيك “Networking”، أو اشترك في مجموعات تجمع المسوقين الرقميين على الإنترنت؛ ففي كثير من الأحيان، تظهر فرص غير متوقعة من هذه الأماكن، كما أنَّها تقدم إليك خبرات تعليمية رائعة.

• اعمل على ترقية مهاراتك

مهما كان ما تجيده، فيجب أن تسعى جاهداً لكي تحسِّن نفسك. وإذا كان هناك شيء يتوجب عليك العمل عليه، فلا تألُ جهداً لإتقانه؛ فبصفتِك مسوقاً رقمياً، يجب أن تعمل دائماً على زيادة مهاراتك، إذ توجد الكثير من الدورات التدريبية والكتب الإلكترونية والندوات عبر الإنترنت – سواءً أكانت مدفوعة أم مجانية – والتي تساعدك في إبقاء مهاراتك في حالة متجددة.

التحول إلى العمل في مجال التسويق الرقمي

إذا كان لديك شهادة جامعية، أو خبرة في بعض المجالات، فيمكنك العمل في مجال التسويق الرقمي؛ طالما كان امتلكت الاهتمام والرغبة الشديدة في القيام بذلك.

تتضمن بعض التخصصات مهارات يمكنك توظيفها جيداً في مجال التسويق الرقمي، نذكر لكَ منها على سبيل المثال لا الحصر:

• الصحافة.
• التدريس.
• الكتابة.
• تحليل البيانات.
• التحرير.
• التسويق التقليدي.
• المبيعات.
• إدارة البيع بالتجزئة.
• التدوين.

في الختام

إن كنت راغباً في أن تصبح مسوقاً رقمياً، فستحتاج إلى الدافع والطموح والشغف الحقيقي في هذا المجال من العمل، بالإضافة إلى امتلاك الشهادات الجامعية والمهارات التقنية والمهنية المطلوبة.

عليك أن تفهم أنَّ جهود التسويق الرقمي تدور في فَلكِ ما يمكنك تقديمه إلى العميل، وليس ما تحاول بيعه إيَّاه؛ فإذا كان هذا يشبه وظيفة أحلامك، فابدأ التعلم فوراً.

المصدر