تتردد كثيرًا في عالم الأعمال اليوم عبارة “تحليل البيانات”، خاصةً مع توليد كميات هائلة من البيانات على شكل ملفات في الشركات أو خوادم الويب أو الخدمات المتعلقة بالعملاء أو غيرها، إذ أصبح هناك حاجة إلى محلل البيانات الذي يعمل بدوره على تنظيم هذه المعلومات وتفسيرها والتعامل معها بشكل مناسب، وفي هذا المقال سنتحدث أكثر حول مستقبل هذه المهنة وما يرتبط بها.
إنّ اختيار تحليل البيانات كمهنة هو أمر جيد للغاية، إذ يُرجح بأن يكون لها مستقبل كبير وتتولد على إثرها وطائف كثيرة، وذلك بفضل ارتفاع الطلب على خدمات محللي البيانات، فقد قدرت شركة IBM وجود 364000 (إلى 2،720،000) وظيفة مرتبطة بالبيانات في الولايات المتحدة وحدها، ووُجد استطلاع آخر أجرته Dresner Advisory Services أنّ استخدام البيانات الضخمة في الشركات قفز من 17% في عام 2015 إلى 59% في عام 2018.
كما وجدت دراسة Dresner أنّ اعتماد تحليلات البيانات الضخمة كان الأعلى في التأمين، تليها الخدمات المالية والرعاية الصحية والتكنولوجيا بواقع 65% – 71%، وغالبًا ما يتم تطبيقها على البحث والتطوير، وبهذا فإنّ البيانات الضخمة لديها القدرة على تغيير الصناعات بأكملها، فالصناعات في أغلب القطاعات على وشك التحول الكلي بفعل البيانات الضخمة وتحليلاتها الرقمية، وبناءً على ذلك فإنّ هذه المهنة لها مستقبل مشرق.
يعتمد المسار الوظيفي لمحلل البيانات على الصناعة التي يعمل بها، إذ يُمكن للشخص الذي يتطلع إلى أن يُصبح خبيرًا في تحليل البيانات أن يدخل المجال عادةً بعد أن يحصل على شهادة جامعية بدرجة البكالوريوس في الإحصاء أو الرياضيات أو علوم الكمبيوتر، وينتقل بعض الأشخاص أيضًا إلى تحليل البيانات من مجالات ذي صلة، مثل: الأعمال أو الاقتصاد أو العلوم الإنسانية، إلى جانب تطوير مهاراتهم من خلال دورات تدريبية وورش عمل.
هناك ثلاثة حقول فرعية رئيسية للوظائف ذات العلاقة بالبيانات، وهي: تحليل البيانات، وعلم البيانات، وهندسة البيانات، فهذه كلها عناوين وظيفية في حد ذاتها، وأبرز الوظائف التي تنبثق عنها ما يأتي:
اقرأ أيضًا: خبير تسويق عبر البريد الإلكتروني
يُعد العمل في تحليل البيانات نقطة دخول ممتازة إلى عالم علم البيانات، وهناك منصب أعلى من محلل أو أخصائي البيانات وهو عالم البيانات، لأنّه عادةً ما يكون أكثر استراتيجيةً بطبيعته، ويتطلب مجموعة مهارات تقنية متطورة في هذا التخصص، بما في ذلك الخبرة في لغات البرمجة المختلفة، والأدوات الإحصائية، ونماذج التحليلات التنبؤية.
يُركز محللو البيانات عادةً في بداياتهم على تعلم لغة البرمجة مثل R أو SQL، وبعدها يتعين عليهم تعلم كيفية بناء قواعد البيانات وإجراء التحليل الأساسي وإنشاء تصورات باستخدام برامج، مثل: Tableau، وقد يتم تعلم القليل من كل شيء، مما قد يُساعد المحلل على تولي منصب قيادي.
مع خبرة واسعة وعميقة بما يكفي، يُمكن لمحلل البيانات الأقدم في منصبه أن يتولى دورًا قياديًا يُشرف على فريق من محللي البيانات الآخرين، ومن خلال اكتساب مهارات إضافية، يُمكن لمحللي البيانات أيضًا أن يكونوا في وضع قوي للانتقال إلى وظيفة عالم البيانات أو غيرها من وظائف تحليل البيانات العليا.
تشمل مهمة محلل أو أخصائي البيانات عدة مهام ومسؤوليات، هي كالآتي:
يتطلب وجود عدة مهارات لمهنة تحليل البيانات، وهي كالآتي:
اقرأ أيضًا: كيف تصبح محلل بيانات
من الأسئلة الشائعة حول مهنة تحليل البيانات ما يأتي:
إنّ الفرق بين المحلل والعالم هو الأقدمية ونطاق مسؤوليات الوظيفة، فعلى سبيل المثال؛ يتلقى محللو البيانات مهامًا من الإدارة العليا لمراجعة قواعد البيانات الداخلية وسحب البيانات وفقًا لاحتياجاتهم، وقد يشمل ذلك مهام متعددة، مثل: تحديد الاحتفاظ بالموظفين أو رضا العملاء أو أرقام المبيعات، أما علماء البيانات فيشغلون مناصب أعلى داخل الشركة، إذ يقومون بتطوير الاستراتيجيات الخاصة بتحليل البيانات وسحبها لعمل تنبؤات حول عمليات الشركة.
في يوم عادي، يبدأ المحلل الخاص بالبيانات بمراجعة بريده الإلكتروني للرد على رسائل أعضاء الإدارة العليا، وعلى مدار اليوم، يُشارك في اجتماعات مع الإدارة ومحترفي البيانات الآخرين لتحديد المهام الجديدة وتقديم النتائج التي توصلوا إليها فيما يتعلق بعمليات الشركة، إلى جانب البحث في قواعد بيانات الشركة وحل المشكلات الخاصة بها، وتقديم استنتاجات متنوعة، مثل: معدلات دوران الموظفين أو نسبة أرباح منتجات الشركة أو إنتاجية الموظفين.
عادةً ما يُقدم محللو البيانات تقاريرهم إلى مدير تحليلات البيانات داخل الشركات الكبيرة لتلقي تعليمات حول مجموعات بيانات معينة لسحبها من قواعد البيانات، أما في الشركات الصغيرة، يُقدم محللو البيانات تقاريرهم مباشرةً إلى الرئيس التنفيذي (CEO) أو رئيس العمليات (COO).
يتمتع محللو البيانات المميزين بطبيعة استقصائية وبحثية تسمح لهم بمراجعة قواعد البيانات واستخراج مجموعة من المعلومات استجابة لسؤال معين، كما أنّهم قادرون على التعلم المستمر وتطوير أنفسهم في مجال الإحصاءات أو فروع تحليلات البينات الأخرى لتحسين قدراتهم المهنية، إلى جانب تمتعهم بقدرات عالية على التواصل الكتابي والشفهي، لتقديم تقارير دقيقة وجيدة.
اقرأ أيضًا: كيف تصبح مسوقاً رقمياً؟
إنّ تحليل البيانات يعني دراستها وفهمها وتفسيرها، وهي من أصعب المهن التي تحتاج دقةً وجهدًا كبيرين، فالبرغم من أنّ لها مستقبل زاهر خاصة مع التقدم التكنولوحي والتحول الرقمي الذي يشهده قطاعات العمل، إلا أنّ وظيفة محلل البيانات لا يستطيع أيّ أحد العمل بها وترأسها، إذ من الشروط الواجب توافرها في المحلل أن يكون لديها مهارات إعداد التقارير وفهم البيانات ولغات البرمجة، وخبرة مع البرامج الإحصائية.
أما إذا كان المحلل الخاص بالبيانات يسعى إلى الاحتراف والترقية وتولي مناصب قيادية في مجاله، فيجب عليه أن يُطور مهاراته وقدراته المهنية عن طريق التعلم المستمر، إلى جانب السعي إلى أن يكون مميزًا في عمله وملتزمًا بتفاصيل الأداء المهني على أكمل وجه دون تقصير.
مسارات مهنية ذات صلة