8 دروس إدارية نتعلمها من شهر رمضان

يُمكن أن يتعلم المديرون والقادة من شهر رمضان المبارك دروسًا متنوعةً وهامة في مجال العمل، فشريعة الصيام والعبادات في هذا الشهر الكريم لها أبعاد مؤثرة في ممارسات الإدارة وتطوير المهارات والقيادة، وفي هذا المقال سنُشير إلى أهم الدروس التي يُمكن استخلاصها في مجال الإدارة من شهر الصيام.

دروس إدارية
جدول المحتويات

التعاون

إنّ من أفضل الدروس التي يُقدمها لنا  شهر رمضان المبارك هو التشجيع على التعاون والتضامن بين الناس، هذا الأمر ينعكس بشكل إيجابي ومؤثر على العلاقات بين الموظفين وخلق بيئة عمل سعيدة قائمة على العمل الجماعي والتنافس الإيجابي والتكامل بين الأقسام والفرق المختلفة.

إنّ رمضان هو شهر التعاون والتكافل والإحسان، يتسابق فيه الناس إلى فعل الخيرات وتقديم المساعدات وتقوية العلاقات الأسرية والاجتماعية كون التعاون من الصفات الأساسية والمهمة في المؤمن، والتي تُساعده على تحمل المسؤولية لاحقًا وإنجاز الأعمال وتحديد المهام المطلوبة ومعرفة الإمكانيات وفهم أوجه التقصير.

الصبر

يُعلمنا شهر رمضان المبارك أهمية التحمل والصبر على المشاق في سبيل تحقيق الأهداف، فالصيام يتطلب الصبر والصمود وقوة في الإرادة، فالصائم يقضي ساعات طويلة دون طعام أو شراب، فيشعر بالتعب والضعف، وينتظر غروب الشمس ليأكل ويشرب ويستعيد قوته، ويعود لاستئناف نشاطه البشري بهمة عالية وعزيمة قوية، كل هذا بهدف الحصول على رضا الله تعالى، إذ إنّ الصيام من صور الصبر على الطاعات.

يُذكرنا ما سبق بالتحديات اليومية التي يُواجهها المديرون ورواد الأعمال، فهُم يمرون بالعديد من العقبات والمعوقات في إدارة الفرق وسير الأعمال والتغلب على الصعاب وحل المشكلات المتنوعة وتحسين مستوى الأداء العام، وهنا يكونون مطالبين بالصبر حتى لا تتغلب هذه المصاعب عليهم، بل يجب ابتكار حلول وتجاوز ما يمرون به لكي لا يعودوا إلى نقطة البداية، وهذا دافع لصعود سلم النجاح بخطوات مليئة بالثقة والتجارب الغنية.

إنّ للصبر أيضًا خصائص أُخرى، مثل: إلهام الآخرين ممن يعملون معك كقائد فريق أو إداري له منصب عالٍ، إلى جانب القدرة على تحمل أسئلة العملاء والسعي لكسب رضاهم وتقديم أفضل خدمات ممكنة لهم.

اقرأ أيضًا: كيف يمكن الاحتفال برمضان في مكان العمل؟

التخطيط والتنظيم

إنّ شهر رمضان المبارك يتطلب التخطيط والتنظيم والتميز قبل حلوله والتفكير في المهام اليومية، وهذا الأمر نجده أيضًا في مجال الإدارة، إذ إنّ الأعمال بشكل عام تتطلب إدارة جيدة للوقت ومعرفة كيفية تنظيم المواعيد والموارد المتاحة حفاظًا على الإنتاجية وتحقيقًا للأهداف المرجوة.

إنّ شهر الصيام هو شهر التخطيط في سبيل معرفة كيفية التنفيذ، وهذا يُشجع المديرين على التفكير في مفاهيم عديدة لها علاقة بالتخطيط والتنظيم، مثل: إدارة الذات، التخطيط المستقبلي، اتخاذ القرارات، تحديد الأولويات، مع الأخذ بعين الاعتبار أن يكون ما سبق معتمدًا على المنطق وقابلًا للقياس.

رمضان هو شهر البدايات من خلاله يستطيع الإنسان معرفة نقاط قوته وضعفه وإيجابياته وسلبياته؛ ليُدرّب نفسه على الخير، فهو شهر يهدف إلى دفع الإنسان إلى فهم أعمق لنفسه، لذلك يُعد شهر التغيير والبدايات الإيجابية.

العدل

يُعلمنا شهر رمضان المبارك تأثير العدل على التعاملات مع الآخرين، وأهميته في مختلف المعاملات، إذ يُمكن أن يُساعد على تحسين ممارسات الإدارة ونظرتها للعاملين، فالمؤمن في رمضان يتدرب على العدل مقابل الظلم، وأهمية الحق في وجه الباطل، وهذا بدوره إذا تُرجم واقعيًا في عالم الأعمال يُؤثر على زيادة التزام العاملين اتجاه المؤسسة وثقتهم بإدارتها.

بشكل عام، إنّ رمضان يأتي ليُعيد التأكيد على القيم الإسلامية التي تدعو للتمسك بالأخلاق الحميدة، فلا معنى للصيام إذا لم يُؤثر على تهذيب النفوس، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “من لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ، فليسَ للَّهِ حاجةٌ بأن يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ“، وتبعًا لذلك فإنّ رمضان مدرسة في الأخلاق ومراجعة للنفس والسلوكيات بهدف التغيير نحو الأفضل.

اقرأ أيضًا: إدارة المواهب: الخطوات وأفضل الممارسات

الانضباط في الإدارة

الانضباط

إنّ الصيام يحتاج إلى انضباط كبير والتزام بالمواعيد المحددة والقواعد، وهذا يُساعد على إدراك أهمية الالتزام بالسياسات والإجراءات التي تضعها المؤسسة، إلى جانب الالتزام بتسليم المهام في الوقت المحدد، فالتزام الصائم بأوقات الصيام يعلمه الانضباط الذاتي وكيفية السيطرة على النفس.

إنّ الانضباط الذاتي صفة أساسية ومهمة في الحياة العملية، فهي أمر رئيس للتمكن من إنجاز الأعمال بجدية ومهنية عالية، كما أنّ شهر رمضان يُدرب الإنسان على ضبط النفس والتحكم في الغضب، وهذا خلق يحتاج إلى الممارسة والتمرن.

إنّ هناك كثيرًا من المديرين ينفعلون بسرعة، ويغضبون من أيّ خطأ صغير أو كبير، ويتخذون قرارات من دون تفكير، فيندمون ندمًا شديدًا لاحقًا، ويأتي الصيام ليُعلمنا كيفية التدرب على ضبط النفس، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “الصيامُ جُنَّةٌ، فإذا كان أحدُكم صائمًا فلا يَرفُثْ ولا يَجهلْ، فإنِ امْرُؤٌ شاتَمَه أو قاتَلَهُ، فَليَقُلْ إنِّي صائمٌ“.

الإخلاص

إنّ شهر رمضان المبارك يُعلّمنا أهمية الإخلاص في أداء العبادات والأعمال، وعندما نُسقط ذلك على بيئة العمل، فإنّ التقوى ومخافة الله والإخلاص أمور مهمة في أسلوب الإدارة الناجح عند أصحاب العمل أو الموظفين، فهذا يجعلهم يعملون بضمير وتفاني مما يُحسن مستوى الأداء العام والإنتاجية، ويُطوّر العلاقات الإيجابية.

إنّ الإخلاص يتمثل في الشهر الكريم في ابتغاء وجه الله تعالى وكسب الأجر والثواب، وعدم الانشغال برضا الناس طالما أنّ النية سليمة، وهذا يُعلمنا أهمية وجود صلاح النية في أيّ عمل كان.

الشعور بالآخرين

من الدروس المؤثرة في الوجدان في شهر رمضان المبارك هي الشعور بالآخرين، فالدين الإسلامي هو دين العطاء والتسامح، ويأتي الشهر الفضيل ليُؤكد على القيم الخاصة باستشعار احتياجات الآخرين ومحاولة تقديم ما يُمكن تقديمه للمحتاجين، وأن يضع كل شخص نفسه مكان المحتاج أو السائل.

اقرأ أيضًا: ما هي قواعد العمل داخل الشركات؟

إنّ المدير بحاجة إلى تعلم مهارة عدم الحكم على الأشخاص قبل معرفتهم ووضع نفسك مكانهم، وهذا يُفيد في اختيار الموظفين وإجراء مقابلات العمل والاتفاق مع شريك العمل وتقديم الخدمات لأحد العملاء، إذ يضع المدير نفسه أمام كل هؤلاء ويفهم وجهة نظرهم وكيف يفكرون لاتخاذ القرار المنصف.

التركيز والدقة

في شهر رمضان يتم الابتعاد عن الملهيات، مثل: الأكل والشرب وغيره، فالهدف منها أداء العبادات، مثل: الصيام وقراءة القرآن وصلاة التراويح وغيره على أكمل وجه ودون تقصير، وهذا يتطلب التركيز والدقة، فهذه الأعمال تستحق الانتباه والتركيز، وينعكس ذلك على عالم الإدارة، فحتى تكون الأعمال ذات قيمة عالية يجب استحضار الذهن والتركيز والاهتمام بالدقة في التفاصيل.

الخاتمة

إنّ شهر رمضان المبارك يُعلمنا الكثير من الدروس في مجال الإدارة، والتي تجعلنا نُفكر كقادة ومديرين في أبعاد هذا الشهر الفضيل، فمعانيه وقيمه تحثنا على العمل الصالح والاهتمام بالقيم والمبادئ في بيئة العمل، فالعنوان الرئيس هو التعاون والعمل الجماعي في سبيل رفع مستوى الأداء وتحقيق أفضل النتائج، إلى جانب الصبر وتحمل المصاعب والمواصلة في صعود سلم النجاح.

كما أنّ الشهر الفضيل يحثنا على التخطيط والتنظيم لاتخاذ القرارات المناسبة بأفضل صورة وشكل ممكن، ورمضان يُدرّبنا على العدل والإخلاص والانضباط والشعور بالآخرين والتركيز والدقة؛ لرفع القدرة على التحكم في النفس والتفكير الواعي في المستقبل وتحقيق الأهداف.

Shares

مقالات ذات صلة

أكثر الطرق فاعلية للتسويق لنفسك بنجاح

علامات تدل على أنك لست مشغولًا كما تعتقد

ماذا تعرف عن الصيام الرقمي؟

error: Content is protected !!
We use cookies to improve your experience on our website. By browsing this website, you agree to our use of cookies.

تسجيل الدخول

إنشاء حساب

كلمة سر منسية

كن صوتاً مؤثراً في قطاع العقارات

هل تعمل في مجال المبيعات العقارية؟

خصص بضعة دقائق لملء هذا الاستبيان

وساهم بشكل مباشر في تطوير حلول مصممة خصيصاً لمواجهة التحديات في مجال المبيعات العقارية.

 شارك الآن وكن جزءا من التغيير