يقول الخبير الاقتصادي الأمريكي الشهير بيتر دراكر: “الثقافة تلتهم الاستراتيجية على وجبة إفطار“، لذلك فإنّ معظم الشركات تعرف جيدًا أهمية ثقافة الابتكار والكثير منها يكافح من أجل تطبيقها؛ لتأثيرها على استراتيجية العمل، فالبعض يختار الشركات التي تمتاز بكفاءة عالية، بينما البعض الآخر يختار او يحدد ثقافة الشركة بالنسبة لسرعة الموظفين في أداء العمل، بينما تستثمر شركات أخرى في الإبداع، وتتبنى المخاطر، وتطلق مشاريع مثيرة وبتالي يكون لديها ثقافة ابتكار قوية.
ثقافة الابتكار (بالإنجليزية: innovation culture)؛ هي نوع من بيئة العمل التي تشجع وتستثمر في مشاريع غير تقليدية، وتسعى إلى حل المشكلات، وتعمل على تشجيع الموظفين والعاملين، وتجعل الكل في الشركة يشعر بالراحة من المدير والإدارة والموظفين؛ لأنهم يتعاونون مع بعضهم في إنشاء أفكار جيدة ومشاريع غير تقليدية.
إنّ الثقافة التي تدعم روح الابتكار تُعتبر عاملًا أساسيًا للشركات الناجحة في عصرنا الحالي، فالتفوق والتميز يتطلب التجديد المستمر وتطوير الأفكار الجديدة لمواكبة التغييرات في السوق واحتياجات العملاء، وهذا من شأنه يخلق بيئة تشجع على الابتكار المستمر داخل المؤسسة، وتعزيز تطوير منتجات وخدمات جديدة، وتحسين العمليات التشغيلية، وتعزيز مكانة المؤسسة في سوق العمل وبين العملاء.
تتلخص أهمية ثقافة روح الابتكار فيما يأتي:
لأنّ الابتكار يتضمن التفكير وإنشاء طرق جديدة لحل المشكلات في الشركات، وبالتالي يكون هناك منتجات وخدمات ومميزات جديدة للشركة.
حيث إنّ ثقافة روح الابتكار تخلق ثقافة لبيئة عمل مستعدة للتحديات، مما يدفع الشركة إلى التطور المستمر.
تُظهر الأبحاث أنّ الموظفين يبحثون عن الاستقلالية، فثقافة الابتكار تجعل العمّال يُفكرون خارج الصندوق، ويُفكرون في مشاريع أخرى بشكل مستقل.
اقرأ أيضًا: تطوير الموظفين: ما مفهومه وأهميته؟
يدفع الابتكار الشركة إلى التفكير بشكل كبير وتوسيع نطاق العمل، إذ يُمكن أن تتحول الفكرة القوية إلى دخول كامل للشركة لوحده.
تقوم ثقافة روح الابتكار بإعداد الشركة للتعامل مع كل التحديات المتوقعة، فيتم تدريب العاملين على حل جميع المشكلات، وبالتالي طرح أفكارهم، فتكون أفكارهم مأخوذًا بها، وذلك يعمل على يجعل الموظف يتكيف مع الشركة بشكل أفضل.
إنّ كيفية تعزيز الابتكار كثقافة في الشركة يكون عبر الآتي:
عند الشروع في عمل للحصول على نتائج جيدة، من المهم الاعتراف بالعوائق التي ستُواجهك؛ لكي تعرف كيف تتعامل معها، فهناك عوامل محددة تمنع الابتكار، مثل الهروب من المخاطرة، أو الجمود المؤسسي، أو الدعم غير الكافي من الإدارة، أو عدم وجود مواهب قادرة فأنت بحاجة إلى فهم ما تُواجهه، ويُمكن التغلب على هذه العوامل، فمن خلال أن تُظهر استعداد المؤسسة للتكيف، وتشرح كيف يُفيد الابتكار الشركة وموظفيها والعملاء في نهاية المطاف.
يجب أن يسعوا قادة الشركة وأعضاء مجلس الإدارة، والرئيس التنفيذي، والمديرين التنفيذيين، إلى إصلاح نفسهم؛ لكي يكونوا قدوةً؛ لأنّهم يضعون الأساس لثقافة الابتكار هذه، ويُتابعونها بجهد متواصل، فمن الضروري توجيه قادة الشركة نحو فتح مساحات تسمح بتدفق الأفكار الجديدة للموظفين، فيجب على القادة إضافة الطابع المؤسسي على العمليات الخاصة لتوجيه الموظفين إلى الابتكار والتدفق من خلال التسلسلات الهرمية والأقسام التنظيمية.
بعد توليد الاهتمام من القادة، يجب عليهم بذل جهد حقيقي لإشراك الموظفين على جميع المستويات، ويجب عليهم إنشاء مساحات لجميع الفرق وجميع الأعضاء من أي رتبة، وذلك ليكونوا قادرين على المشاركة وابتكار تفكير إبداعي للشركة، ويبدأ ذلك من خلال إعادة توجيه الموظفين حول جدية المنظمة وعزمها على بناء روح الابتكار.
ولتحفيز ذلك، يجب مكافأة الموظفين الذين يقدمون أفكارًا تستحق، ويُمكن أن يأتي هذا في شكل تقدم جوائز لأفضل موظف وجد حل للمشكلة معينة، وقد تكون المكافآت نقدية، وقد تكون معنوية، ولكن إذا لم ير الموظفون حوافز لمن يبذل جهدًا إضافيًا، فقد لا يساهمون في محور الشركة الجديد نحو الابتكار.
يجدر التركيز على الهدف من أجل الحصول على ثقافة إبداعية، ويجب مراعاة الأسباب لتحقيق الهدف، مثل: مراعاة عدد المستخدمين، والقيمة الإجمالية للتسويق ورضا العملاء ومقدار الربح.
اقرأ أيضًا: 9 طرق لتعزيز تطوير الموظفين في بيئة العمل
فعندما تكون الأهداف واضحة ستُركز على العمل المطلوب، ويُواصل الموظفون الابتكار وتقديم أفكار جديدة حول المنتج أو الخدمة أو الميزانية أو سير عمل الشركة أو طرق الوصول إلى العملاء، فإنّ أهداف العمل الواضحة تجعل على خلق ثقافة ابتكار جيدة للشركة.
يجب إشعار الموظفين بالسعي إلى التغيير وبناء روح الابتكار؛ لأنّ هذا قد يكون جديدًا للموظفين، فمن المهم أن تنقل لفريقك أنّ هذا الشيء الجديد هو ثقافة الابتكار في البداية، وقد يبدو هذا التحول الجديد غامضًا بالنسبة لهم، لذلك اشرح لهم كل شيء عن هذا الاتجاه الجديد بوضوح واشرح كل ما تتوقعه منهم وما يُمكن أن يتوقعوه منك، وقُل إنّ هذه العملية ليست صعبة ومدهم بالتمويل والتدريب اللازم.
وتابع معهم باستمرار، فالتنبيه مرة واحدة لا يكفي حتى مع وجود برنامج مستدام للابتكار، وذكّر فريقك باستمرار بالسبب وراء بدء هذه الرحلة، وأعد التأكيد على سبب رغبتك في ابتكارهم وتعزيز ذلك لهم وللشركة.
لن تحدث الثقافة التي تعتمد على الابتكار ببساطة مجرد اتخاذ قرار وحثّ المديرين والموظفين على أن يُصبحوا أكثر إبداعًا في عملهم، فيجب على الشركة أن تبدأ بالتحليل والتحقيق وإجراء التغيرات والاستراتيجيات للتنفيذ.
كما يتمثل الإجراء الرئيس للشركات في التحليل المستمر والتعليم وإجراء التغييرات عند الضرورة، وهذه هي الطريقة التي يُمكنك بها تحويل أفكارهم الإبداعية إلى ثقافة تنظيمية مبتكرة.
من الأسئلة الشائعة حول ذلك ما يأتي:
تُساعد على تحقيق التنافس بين الفريق، وتحسين عمليات الإنتاج، وتطوير منتجات وخدمات جديدة، وجذب المواهب والاستثمارات.
يُمكن تحقيق ثقافة الابتكار من خلال تشجيع التفكير الإبداعي، وتعزيز التعاون والتفاعل بين أعضاء الشركة، واستغلال الخبرات والمواهب الجديدة، وتوفير بيئة عمل داعمة للابتكار وتشجيع الموظفين على تقديم أفكار جديدة والتمتع بروح الابتكار، وإنشاء فرق متخصصة في الابتكار والبحث والتطوير، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، والتكيف مع تغيرات السوق، والاستمرار في الابتكار والتطوير.
اقرأ أيضًا: ازدهار الموظفين: تعريفه، خصائصه، أساليبه
ثقافة الابتكار مهمة جدًا لهُوية أيّ شركة؛ لأنّها تعزز من مكانتها بين الشركات الأخرى، ولكي تطبقها في شركتك، يجب عليك أولًا أن تنظر في شركتك، وأن تعرف الأخطاء التي تُوجد بها، وأن تُصلحها وتقوم بدعم الموظفين وتعريفهم على ثقافة الابتكار وأهميتها بالنسبة لهم وبالنسبة للشركة، وأهمية خلق أفكار إبداعية جديدة؛ لأنّ ذلك يجعل الشركة تنتج منتجات فريدة من نوعها، وذلك يساعد على انتشارها بشكل كبير جدا؛ وبالتالي ستزيد أرباح الشركة.
مقالات ذات صلة