علم النفس الإيجابي في مكان العمل

إن علم النفس هو الدافع الأكبر في مكان العمل يتبناه شخصًا إيجابيًا، حيث يركز على المؤثرات الخارجية الإيجابية والممارسات الناجحة، من خلال التركيز على مواطن الضعف أو أسبابه. في سياق العمل يمكن تطبيق هذا أيضًا على مستوى الأفراد والمجموعات، ليتحقق من خلال ذلك مراعاة أقصى قدر من الموظفين والكفاءات والرفاهية والإنتاجية. ولا يتم ذلك من خلال التوجه و التركيز على القوة والإنجازات، وتعزيز الفعالية والتفكير بل التركيز على القدرات والسلبيات.مما يسهم  ذلك في خلق بيئة عمل داعمة وإيجابية، لتعتمد مستقبلا على التطوير والنمو الذاتي، ويتم تحفيز الإبداع المؤسسي.

جدول المحتويات

ما هو علم النفس الإيجابي في مكان العمل؟

علم النفس الأيجابي في مكان العمل. هو مجال يستهدف التفاعل الإيجابي والقدرات البيئية في بيئة العمل من أجل:

  1. بناء بيئة عمل صحية ومُنتجة.
  2. مُساعدة الموظفين على تحقيق الاستفادة من برامج التدريب والنجاح من خلالهم.
  3. زيادة السعادة والرضا الوظيفي لدى الموظفين.
  4. وكما أفاد الباحثون، فإن الموظفين السعداء يمكن أن يصلوا إلى إنتاجية  أكثر بنسبة 13%، مما يدعم بشكل كبير علم النفس القيادي في أماكن العمل. يشمل هذا النهج على إنشاء بيئة عمل صحية ومنتجة من خلال التركيز على الدعم الإيجابي للقيادين ليتم من خلالهم الدعم النفسي للموطفين.

المجال العلمي للعمل الإيجابي والمنظمات

من خلال دمج هذه المفاهيم والممارسات في استراتيجيات إدارة الموارد البشرية والقيادة والتطوير التنظيمي، يمكن للمنظمات الاستفادة من الآثار الإيجابية على أداء الموظفين ورفاهيتهم، مما يؤدي إلى زيادة الفعالية والإنتاجية التنظيمية بشكل عام. ومن هذه العوامل المؤثرة ما يلي:

اقرأ أيضاً: ما هو رضا الموظفين؟ وما هي أدوات قياسه؟

علم النفس التنظيمي الإيجابي (POP) 

هو فرع من علم النفس يركز على دراسة وتعزيز الجوانب الإيجابية في بيئات العمل والمنظمات. يختلف هذا النهج عن الأساليب التقليدية لإدارة السلوك التنظيمي حيث يهدف إلى تطوير وتعزيز السلوكيات والخصائص الإيجابية بدلاً من التركيز فقط على منع السلوكيات الضارة. يندرج تحت مظلة علم النفس التنظيمي الإيجابي مجالان رئيسيان هما:

  1. السلوك التنظيمي الإيجابي (POB): يدرس هذا المجال القدرات النفسية الإيجابية التي يمكن تطويرها وقياسها، مثل التفاؤل، والأمل، والكفاءة الذاتية، والمرونة، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي في سياق العمل.
  2. المنح التنظيمية الإيجابية (POS): يركز هذا المجال على دراسة الجوانب الإيجابية والمزدهرة والمانحة للحياة في المنظمات، مثل الفضيلة التنظيمية،، وثقافات التقدير. ويبحث في العمليات والنتائج الإيجابية للمؤسسات وموظفيها.

بشكل عام، يسعى علم النفس التنظيمي الإيجابي إلى تحقيق العديد من الفوائد، بما في ذلك زيادة الرضا الوظيفي، وتحسين الأداء، وتعزيز الصحة النفسية والجسدية للموظفين، وبناء ثقافات تنظيمية إيجابية وداعمة. ويستند هذا المجال إلى منهجيات بحثية متنوعة، مثل الدراسات الكمية والنوعية، وتجارب التدخل الميدانية، ودراسات الحالة التنظيمية.

طرق لتطبيق علم النفس الإيجابي في المنظمة

فيما يلي كيفية تطبيق علم النفس الإيجابي في المنظمة:

  • الاحتفاء بالنجاحات:

 قم بتكريم وتقدير الإنجازات الفردية والجماعية على حد سواء، سواء كانت كبيرة أو صغيرة. هذا يساعد على تعزيز ثقافة العمل التعاونية والداعمة والشاملة.

  • التركيز على السلوكيات الإيجابية:

 لا تركز فقط على النتائج، بل اعترف أيضًا بالسلوكيات الإيجابية والجهود المبذولة. فهذا يرسخ رسالة أن الطريقة التي يتم بها العمل مهمة بقدر النتائج ذاتها.

  • تبني عقلية النمو:

 شجع اعتماد المقولة القائلة بأن القدرات والموارد قابلة للتطوير والنمو وليست ثابتة. هذا يعزز التطوير الشخصي وتطوير الفريق.

  • التركيزعلى نقاط القوة الفردية: 

خلق بيئة آمنة وشفافة تسمح للموظفين بالتركيز على نقاط قوتهم وإبراز مواهبهم الفريدة.

  • الاستثمار في التعلم والتطوير:

 وفر فرصًا للتعلم المستمر وتطوير المهارات، هذا يساعد على صقل نقاط القوة لدى الموظفين وزيادة مشاركتهم وأدائهم.

  • تعزيز العلاقات الإيجابية وبناء الفريق:

 شجع التفاعلات البناءة وتطوير العلاقات القوية بين الموظفين، مما يعزز الرفاهية والاحتفاظ بالموظفين وتحسين الأداء العام.

  • تجنب الإدارة الجزئية: 

يجب على القادة أن يكونوا قدوة حسنة في تعزيز بيئة عمل إيجابية وتجنب الممارسات التي قد تُقيد مشاركة الموظفين ورفاهيتهم.

  • قياس مشاركة الموظفين:

 استخدم استبيانات الموظفين ومشاركاتهم  لتحديد مجالات التحسين وكذلك عوامل النجاح، والتركيز على تعزيز السلوكيات والاتجاهات الإيجابية.

  • تطبيق تقييمات 360 درجة: 

استخدم تقييمات الأقران الشاملة لتوليد ملاحظات حول السلوكيات الإيجابية للموظفين والمديرين، وتسليط الضوء على نقاط القوة.

  • تسليط الضوءعلى  أداء العمال: 

يمكن ان تعتمد تقنية التغلب والمبارزة  وهي تقنية لأتمتة التعزيز الإيجابي في مكان العمل، مثل عرض على شاشة المبيع في قسم التسويق التقدم وإبراز الأداء العالي بطريقة جذابة ومحفزة.

يتمثل الهدف الرئيسي في خلق ثقافة عمل إيجابية تركز على تطوير الموظفين، وتعزز المشاركة والرفاهية، وتحفز الأداء العالي من خلال النفسي و الإيجابي والتركيز على نقاط القوة.

اقرأ أيضاً: الرضا الوظيفي: أساس السعادة في مكان العمل

التدخلات النفسية الإيجابية في العمل

تلعب التدخلات النفسية الإيجابية دورًا مهمًا في تعزيز السعادة والرفاهية والأداء في بيئة العمل. وفيما يلي بعض الأمثلة على هذه التدخلات:

  1. ممارسات اليقظة الذهنية: مثل تمارين التأمل والتنفس العميق، والتي تساعد على خفض التوتر وتحسين التركيز والإنتاجية.
  2. ممارسات الوعي الحسي: مثل الاستمتاع بجمال المحيط أو الأكل ببطء والتركيز على نكهات الطعام، مما يعزز الحضور الذهني والامتنان.
  3. التدريب على التفكير الإيجابي: وهو تدخل يركز على إعادة توجيه الأفكار السلبية والتركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة والعمل.
  4. ممارسات الامتنان: مثل كتابة يوميات الامتنان أو إرسال رسائل شكر لزملاء العمل، مما يساعد على تعزيز المشاعر الإيجابية والعلاقات في مكان العمل.
  5. تعزيز نقاط القوة: من خلال تحديد نقاط القوة الفردية للموظفين ومساعدتهم على استغلالها بشكل أفضل، مما يزيد من الرضا والإنتاجية.
  6. بناء علاقات إيجابية: عن طريق تنظيم أنشطة بناء الفريق وتشجيع التواصل البنّاء بين الموظفين، مما يعزز الروابط الاجتماعية والدعم المتبادل.
  7. تدريب القيادة الإيجابية: لمساعدة المديرين على تطوير مهارات القيادة الإيجابية، مثل التواصل الفعال والتحفيز والتشجيع.

تهدف هذه التدخلات إلى خلق بيئة عمل إيجابية تعزز الرفاهية النفسية والجسدية للموظفين، وتحسين العلاقات والأداء والالتزام التنظيمي. وقد أظهرت العديد من الدراسات فعالية هذه التدخلات في تحقيق نتائج إيجابية ملموسة في أماكن العمل

اقرأ أيضاً: تأثير الصداقات في العمل على الصحة والإنتاجية

الأسئلة الشائعة حول علم النفس الإيجابي في مكان العمل 

من خلال تبني هذه المبادئ الإيجابية، يمكن لمديري التعلم أن يلعبوا دورًا محوريًا في بناء ثقافة عمل تعاونية وشاملة ورحيمة. مما يخلق بيئة تشجع على الابتكار والمبادرة والأداء العالي وبالتالي يؤدي إلى نجاح المنظمة ككل وهنا سنجيب على أكثر الأسئلة الشائعة المتداولة منها ما يلي:

1.ما هو علم السعادة في العمل؟

علم السعادة في العمل هو فرع من علم النفس الإيجابي يركز على دراسة وتطبيق الاستراتيجيات التي تعزز الرفاهية والسعادة والأداء في بيئات العمل. يهدف هذا المجال إلى فهم العوامل التي تساهم في خلق بيئات عمل صحية ومنتجة، حيث يمكن للموظفين الازدهار والتطور.

وفقًا للأبحاث التي ذكرتها، هناك العديد من الفوائد لتطبيق مبادئ علم النفس الإيجابي في مكان العمل، بما في ذلك:

  1. تحسين الرفاهية النفسية والجسدية للموظفين وتقليل الاكتئاب والقلق والتوتر.
  2. زيادة أداء الموظفين وإنتاجيتهم وقدرتهم على التحمل.
  3. تعزيز النمو الذاتي ونوعية الحياة للموظفين.
  4. تشجيع الإبداع والابتكار من خلال بناء الثقة الفردية والجماعية.
  5. زيادة الرضا الوظيفي والمشاركة في العمل من خلال تعزيز العلاقات القوية في مكان العمل.
  6. خفض ضغوط العمل وزيادة الشعور بالاستقلالية والسيطرة على ظروف العمل.

يستند علم السعادة في العمل إلى قاعدة بحثية قوية تدرس تأثير السمات الإيجابية مثل التفاؤل والرفاهية والقوة الشخصية على الأداء التنظيمي. ويشمل أيضًا تطوير وتنفيذ تدخلات وبرامج تستهدف تعزيز هذه العوامل الإيجابية في بيئات العمل.

إنه مجال متعدد التخصصات يجمع بين مفاهيم من علم النفس والإدارة وعلوم التنظيم، بهدف خلق أماكن عمل أكثر سعادة وإنتاجية وازدهارًا للموظفين والمنظمات على حد سواء.

2. ماهي فوائد علم النفس الإيجابي في مكان العمل؟

 المزايا الرئيسية التي يمكن أن تحققها المنظمات من خلال اعتماد هذا النهج، مدعومة بأدلة واضحة من خلال الدراسات والأبحاث. إليك بعض فوائدها:

  1. تعزيز الربحية والإنتاجية: يتماشى هذا مع النتائج التي توصلت إليها دراسات عديدة حول الارتباط بين السعادة في مكان العمل وزيادة الإنتاجية والأرباح. فهي فوائد ملموسة وقوية للغاية لا يمكن تجاهلها.
  2. تشجيع الابتكار: نقطة مهمة حيث أن خلق بيئة داعمة وإيجابية يمكن أن يُطلق العنان للتفكير الإبداعي والأفكار الجديدة لدى الموظفين.
  3. الحد من التغيب والإرهاق والدوران الوظيفي: تكاليف هذه العوامل باهظة للغاية للمنظمات. تطبيق علم النفس الإيجابي هو استراتيجية فعالة للتخفيف من هذه المشكلات وتحسين الرضا والولاء الوظيفي.
  4. تعزيز المبيعات والسلامة: نقطة رائعة حول كيفية امتداد فوائد علم النفس الإيجابي إلى جوانب مثل أداء المبيعات وبيئات العمل الآمنة.

أبرز الفوائد العملية والأدلة القوية لتطبيق هذا النهج في بيئة العمل. إنها موارد معلوماتية قيمة للغاية للشركات والقادة الذين يسعون إلى تحسين الأداء التنظيمي والرفاهية للموظفين.

3.ماهو نموذج بيرما في بيئة العمل ؟

نموذج بيرما (PERMA) هو نموذج تم تطويره من قبل عالم النفس الإيجابي مارتن سيليجمان لتحديد العناصر الرئيسية للرفاهية أو السعادة الحقيقية. تتكون كلمة “بيرما” من الحروف الأولى للعناصر الخمسة التالية:

  1. الإيجابية (Positive Emotions): تشير إلى المشاعر الإيجابية مثل السعادة والامتنان والأمل والفرح.
  2. الانخراط (Engagement): يشير إلى الاندماج الكامل في الأنشطة والمهام والتجارب التي تمثل تحديًا لقدراتنا.
  3. العلاقات (Relationships): تشير إلى العلاقات الإيجابية والداعمة مع الآخرين في الحياة الشخصية والمهنية.
  4. المعنى (Meaning): يشير إلى الشعور بالهدف والقيمة والتوجه في الحياة.
  5. الإنجاز (Accomplishment): يشير إلى الشعور بالإنجاز والنجاح في تحقيق الأهداف المهمة.

وفقًا لنموذج بيرما، فإن الرفاهية الحقيقية لا تأتي فقط من المشاعر الإيجابية، ولكن من خلال تحقيق التوازن بين هذه العناصر الخمسة. يدعو النموذج إلى النظر في الرفاهية بشكل أوسع وأكثر شمولاً من مجرد السعادة المؤقتة.

يُستخدم هذا النموذج على نطاق واسع في مجالات علم النفس الإيجابي والتطوير الشخصي والتعليم والرعاية الصحية والأعمال لتعزيز الرفاهية والإنتاجية. كما يوفر إطارًا مفيدًا لفهم العوامل المختلفة التي تساهم في حياة سعيدة ومستدامة وذات معنى.

الخاتمة

إن الالتزام بنشر  علم النفس الإيجابي  يمكن أن يحول بيئات العمل إلى أماكن أكثر إشراقًا وسعادة وإنتاجية للجميع. يستطيع القادة خلق بيئة تشجّع الموظفين على التركيز على نقاط قوتهم والمساهمة في تحقيق رؤية أكبر للمنظمة. وبدورهم سيشعر الموظفون بمزيد من السعادة والدافعية والولاء تجاه مكان العمل الذي يدعم نموهم ورفاهيتهم.

المراجع

  1. The science of happiness at work: How positive psychology can increase productivity
  2. The  Happiness: Explorin Science behindPositive Psychology in the Workplace

3.Positive psychology in the workplace: benefits & example

 

Shares

مقالات ذات صلة

كيف تبدأ أول يوم عمل في رمضان؟

6 نصائح لإنجاز العمل في رمضان بكفاءة وفعالية

محو الأمية الرقمية وتأثيرها على أداء المؤسسات

error: Content is protected !!
We use cookies to improve your experience on our website. By browsing this website, you agree to our use of cookies.

تسجيل الدخول

إنشاء حساب

كلمة سر منسية