إنّ إدارة المواهب تهدف بشكل عام إلى تنمية الإبداع داخل بيئة العمل، حتى ينعكس ذلك على تقدم الشركة بشكل إيجابي وفعال، حيث اهتمت العديد من الدراسات والأبحاث في فهم هذا النوع من الإدارة وانعكاسها على الأداء الوظيفي، لذلك سيُخصص الحديث في هذا المقال حول الإدارة الخاصة بالمواهب وتأثيرها على الأداء التنظيمي في الشركات.
إنّ إدارة المواهب البشرية استراتيجية تهدف إلى رفع الأداء التنظيمي المتميز في الشركات، فهي عملية تتضمن مراحل عديدة، إذ تبدأ بجذب أفضل الكفاءات لبيئة العمل وتنتهي بالاستثمار الصحيح للموظفين وما يُرافق ذلك من سياسات للاحتفاظ بالمواهب وتحفيزهم لتقديم أفضل ما لديهم لمنظومة العمل، خاصةً أنّ التنظيم الإداري للمؤسسة يُؤثر على أداء العاملين، وتكمن فاعليته فيما يأتي:
إنّ أحد أهم الأبعاد لعملية إدارة المواهب في المنظمة هي استقطاب أفضل الكفاءات، فهي توجه استراتيجي للموارد البشرية والتي تعتمد على تحديد احتياجات العمل الحالية والمستقبلية واختيار وتوظيف الأنسب؛ لأنّ استقطاب المواهب مرحلة حيوية لتحديد الأقدر والأجدر على خدمة المنظمة بشكل فعال، وبالتالي يُمكن توضيح المهام التي تُعنى بها إدارة استقطاب المواهب بما يأتي:
تجدر الإشارة إلى أنّ المهمة الأولى اليوم أو الهدف الأساس الذي تسعى له إدارة الموارد البشرية في المنظمات هو البحث عن أفضل المواهب واكتشافها؛ لتحقيق نتائج قابلة للقياس كميًا ونوعيًا على المدى البعيد، إذ يُمكن البحث عن أفضل الكفاءات من خلال شبكة الإنترنت والمنصات الإلكترونية أو شركات التوظيف أو غيره من الطرق، وعملية البحث تحتاج وقتًا طويلًا في أغلب الأحيان.
إنّ الإحلال الوظيفي عملية يتم فيها تحديد الموظف البديل الذي سيحل محل موظف آخر في منصب معين، وذلك في حال غياب الأخير لأيّ سبب من الأسباب، مثل: الإجازة الطويلة أو الاستقالة أو التقاعد أو الوفاة أو غيره، حتى لا يُترك المنصب شاغرًا لفترة طويلة، وبالتالي إنّ التخطيط للإحلال الوظيفي هي ركيزة أساسية تعتمد عليها قدرات الشركات الحالية والمستقبلية.
اقرأ أيضًا: الاستثمار العاطفي: كيفية تأثيره في ثقافة الشركة
إنّ الشركات أو المنظمات تهدف من إدارة المواهب والكفاءات البشرية التبنؤ بالاحتياجات التنظيمية مستقبلًا؛ لضمان الاستقرار والاستدامة وتحقيق الرؤية الاستراتيجية، وهذا الأمر يعمل على إعداد العاملين وتوظيف إمكانياتهم المناسبة خاصةً في الوظائف الإدارية العليا، وهذا ما يُعرف بالتعاقب الوظيفي، والذي يُركز على المهارات الآتية:
تُشير العديد من الدراسات في إدارة الموهب والتحديات التي تُواجهها على أنّ تشجيع الشركات لمشاركة الموظفين واستثمارهم بالشكل الصحيح ودعم العمل الجماعي يُحسّن من مستويات الاحتفاظ بالمواهب، إلى جانب ثقافة الشركة وحزمة الحوافز المادية والمعنوية، فهذا كله يُسهم في خلق بيئة عمل سعيدة وإيجابية.
إنّ العمل مع موظفين سعداء وواثقين من أنفسهم ومن مكان العمل يزيد من ربحية الشركة وتطورها في سوق العمل، إذ قد تتفوق على منافسيها بما نسبته 20%، وبالتالي إنّ إدراكها مبكرًا لأهمية الاحتفاظ بالمواهب وسياسات تحفيز مشاركة الموظفين سيضمن لها عائد استمثاري جيد.
إنّ وعي أصحاب العمل لصورة المنظمة وسمعتها وتأثير ذلك في ثقة العملاء مهم للغاية، إذ إنّ السمعة التنظيمية (Organizational Reputation) هي التصورات غير الملموسة التي تعكس ردود فعل العملاء لإجرءات وسياسات وأنشطة المنظمة، والتي تكون نتيجتها شعور العميل بالإيجابية أو السلبية أيّ مدى رضا العميل عن الخدمات المقدمة له.
ترتبط السمعة التنظيمية بالثقة ارتباطًا كبيرًا، وتتلخص أهدافها فيما يأتي:
اقرأ أيضًا: 9 طرق لتعزيز تطوير الموظفين في بيئة العمل
ذكرت مجلة Fortune أنّ أحد عوامل تميز الشركة يكون من خلال قدرتها على جذب أفضل المواهب والكفاءات البشرية والاحتفاظ بهم، لذلك إنّ تعيين أفضل المواهب أحد أهم عوامل بناء سمعة جيدة، إذ إنّ السمعة التنظيمية تكون نتاج جهود المديرين ووعيهم بأهمية استراتيجية إدارة المواهب في الموارد البشرية وانعكاساتها الإيجابية على مستقبل الشركة.
إنّ تطوير الإدارة والقيادة من خلال الموظفين الموهبين يُضيف ميزةً تنافسيةً واستراتيجيةً للشركة، والتي تتمثل فيما يأتي:
تجدر الإشارة إلى أنّ إدارة الكفاءات أو المواهب مرتبطة بتطوير النمو الوظيفي والذي يتمثل في تطوير المسارات المهنية الخاصة بالوظائف، إذ تضمن بناء مكان عمل فعال عالي الأداء، وتُعطي دفعةً قويةً لشعور الموظف بالولاء لمكان العمل، فيُقدم كل ما لديه في سبيل تحسين الأداء التنظيمي، لذلك يجب أن تضع الشركات خططًا لتحسين إدارة شؤون الموظفين؛ لتحقيق المزايا التنافسية في عالم الأعمال.
إنّ الموظفين الموهوبين هُم الأقدر على التكيف مع ظروف العمل المتنوعة وتحدياته الطارئة، خاصةً مع التحول الرقمي الذي يشهده عالم الأعمال اليوم، فقيمة المواهب المرنة اليوم لا حدود لها، فهي تُساعد في تحسين الثقة بين الموظف وصاحب العمل، وتُحقق توازنًا بين الحياة العملية والشخصية، وبالتالي يُعد هذا ضمانًا لتقليل نسب غياب الموظفين، خاصةً إذا كانت الشركة تعتمد نظام العمل عن بعد.
بالإضافة إلى ما سبق، إنّ نظام العمل المرن يُؤثر في زيادة إنتاجية الموظفين والتخلص من الوقت المهدور في الشركات، إلى جانب تحسين جودة الخدمات، والاستمثار العاطفي للموظف الذي يُشعره بالولاء الوظيفي والمسؤولية اتجاه مكان العمل.
اقرأ أيضًا: إدارة المواهب: أهميتها والأسئلة الشائعة حولها
إنّ استراتيجية إدارة المواهب لها تأثير في الأداء التنظيمي ومستقبل الشركات، فهي تهدف بشكل أساس إلى استقطاب الكفاءات والمواهب الذي لها تأثير في تحديد الموظف الأجدر على خدمة الشركة، والتخطيط الإحلال الوظيفي أو التعاقب الوظيفي الذي يضمن عدم وجود مشكلة في حال غياب أحد المسؤولين أو الموظفين.
كما أنّ إدارة الكفاءات تزيد قدرة الشركة على الاحتفاظ بالمواهب، مما يضمن عائدًا استماريًا جيدًا، إلى جانب تطوير السمعة التنظيمية لبناء صورة إيجابية عن الشركة وتلبية رغبة العملاء، بالإضافة إلى تحقيق ميزة تنافسية تضمن تحقيق التنمية الشملة داخليًا للشركة، وأخيرًا تحسين نظام العمل المرن الذي يهدف إلى التخلص من الوقت الضائع أو المهدور، وتطوير جودة الخدمات.
مقالات ذات صلة