المسار الوظيفي (Career Path) هو اتجاه مهني يختاره الموظف وعلى أساسه يتطور وينمو في عمله، ويحتاج تحديد مسارك الوظيفي إلى بذل وقتك وجهدك وطاقتك، ويُؤدي إلى الرضا الوظيفي وتحقيق أرباح، والشعور بالأمن والاستقرار المهني، ولكن يُعاني الكثيرون خاصةً في بداية حياتهم من عدم قدرتهم على تحديد المسار المناسب لهم، إذ يكون هذا الأمر بنسبة لهم غير واضح، لذلك في هذا المقال ستتعرف على أهم النصائح التي تُساعد في تحديد المسار الخاص بالوظيفة.
من أهم النصائح التي تُساعد في إيجاد المسار الوظيفي (Career Path) الخاص بك، وحل عقدة عدم وضوحه خاصةً في المراحل الأولى من حياتك المهنية، ما يأتي:
إنّ أهمية تحديد المسار المهني أو الوظيفي للفرد تكمن في تحقيق الأهداف التي يطمح لها، فكل منظمة أو مؤسسة تسعى إلى تحقيق النمو والأرباح، ومن استراتيجيات الموارد البشرية العمل على وضع خطط تنمية فردية لكل موظف، وإذا كانت الشركة لا تتبنى هذا التوجه الذي يقود إلى تطوير أعمالها، فيجب على الفرد أن يعي أهمية التخطيط الوظيفي.
في ضوء ما سبق، إنّ التخطيط الوظيفي يبدأ منذ سن مبكرة، من خلال اختيار التخصص الجامعي الذي يتوافق مع ميول الفرد وتطلعاته وعلى أساسه يكون مؤهلًا لسوق العمل، كما يتطلب ذلك أيضًا اكتساب الفرد للمهارات المتنوعة وبناء خبرات عديدة.
إنّ تحديد نقاط قوتك وضعفك، وإدراكك لهذا الأمر في وقت مبكر أمر في غاية الأهمية، لذلك قُم بتحديد المهارات اللينة والمهارات التقنية التي تتمتع بها، فهذا الأمر يُعينك في اكتشاف شخصيتك وقدراتك أكثر، إذ تشمل المهارات اللينة سمات شخصية، مثل: التركيز على التفاصيل، والدقة في العمل، والعمل الجماعي وغيره، أما المهارات التقنية تشمل سمات فنية صعبة، مثل: الكفاءة في لغات البرمجة واستخدام الحاسوب.
في ضوء ما سبق، يُساعدك ذلك في فهم طبيعة توجهك لتحديد مسارك الوظيفي بدقة، فمثلًا إذا كنت مهتمًا بالتفاصيل وتُحب الرياضيات، وتمتلك مهارات حاسوبية فقد تكون وظيفة المحاسب مناسبةً لك.
اقرأ أيضًا: ماذا تحتاج لبناء مسارك المهني؟
من المهم عند التفكير بالمسار المهني (Career Path) أن تكون على دراية بإمكانياتك، والتي تُساعدك في تحديد الأهداف التي تتطلع إليها، وعليه إذا كنت تعمل في شركة كبيرة افهم ما هو متاح لك من خلال المهام الموكلة إليك، وطريقة تقييمك في العمل، فهذا مثلًا سيلعب دورًا في تحديد الهدف النهائي؛ كالترقية أو الحصول على امتيازات إضافية أو مهام إدارية.
أما إذا كنت تعمل في شركة ناشئة أو صغيرة فإنّ الأمر مختلف، إذ قد يكون من الصعب فهم المسار المهني، فالشركات الكبيرة يكون الوصف الوظيفي بها محدد غالبًا أمام الشركات الصغيرة فقد تُعاني من تحديد الوصف الوظيفي وما يرتبط به، ولهذا فإنّ تحديد الشركة لأهدافها ورؤيتها وإطار الثقافة التنظيمية يلعب دورًا في مستقبل الموظفين.
خلال محاولتك إيجاد مسارك الوظيفي عليك أن تضع في اعتبارك قدراتك واهتماماتك إلى جانب الوقت والجهد والممارسة التي تمتلكها، وعليه يجب أن تسأل نفسك عدة أسئلة، مثل: هل أنت تُفضل العمل المستقل أم الجماعي؟
في ضوء ما سبق، أشارت إحدى الدراسات التي أُجريت مجموعة من الطلبة في أستراليا حول كيفية تعامل الطلاب مع تحديد المسار المهني (Career Path)، وكانت النتائج تُشير إلى أنّ مجال الاهتمام والقدرات التي يمتلكها الطلاب لها تأثير كبير على الخطط التعليمية والمهنية، إذ يعتبرها البعض نقطة الانطلاق.
حتى لو لم يُقدم صاحب العمل إرشادات واضحة حول مسار الموظف، يُمكن أن تكون مبادرتك في طلب التوضيح أو الدعم من المسؤول المباشر أو قسم الموارد البشرية له تأثير في تطوير بيئة العمل، فمثلًا يُمكنك اقتراح برامج تدريبية أو حضور مؤتمرات في مجال العمل، حيث من المرجح أن يكون لذلك أثر إعادة النظر في المسارات الوظيفية.
اقرأ أيضًا: 10 نصائح قد تُساعدك في تحديد المسار المهني
من الأمور التي تُساعدك في بناء مسارك الوظيفي هو التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي خاصةً منصة اللينكد إن، ومحاولة توسيع المعارف وشبكة العلاقات في مجال تخصصك، فإنفتاحك على الخبراء في مجال عملك، سيُساهم بشكل إيجابي في توجيهك واطلاعك أولًا بأول على آخر التحديثات والتوجهات.
يُمكن أن تكون اختبارات الشخصية مفيدةً في تحديد مسار حياتك المهنية، إذ يُمكن أن تُساعدك هذه الاختبارات في تحديد نقاط القوة والضعف وبيئة العمل المثلى والمهام المفضلة التي تتناسب مع قدراتك، وهناك العديد من اختبارات الشخصية المتاحة مجانًا على الإنترنت.
بالإضافة إلى ما سبق، يُعد مؤشر مايرز بريغز للأنماط Myers-Briggs (MBTI) ومؤشر Riso-Hudson Enneagram (RHETI) اختبارين مجانيين للشخصية قد يُوفران فهمًا عميقًا لشخصيتك، وبالتالي تستطيع اختيار مسار حياتك المهنية.
إنّ الحديث مع مستشار مهني متخصص في مجال الإرشاد المهني، قد يُساعدك في اختيار مسارك الوظيفي من خلال تحديد الوظائف التي تتناسب مع شخصيتك وقدراتك، ويُمكن أيضًا للمستشارين المهنيين إرشادك إلى فرص التدريب، وكتابة سيرتك الذاتية ووضع خطط لتحسين مهاراتك.
يُمكنك استثمار وقت فراغك لتحديد المسار المهني (Career Path) والخيارات المتاحة لك، مثل: التطوع، إذ إنّ العمل التطوعي هو وسيلة رائعة لاستكشاف الخيارات الوظيفية، فهو يربطك بالمتخصصين في مجالك، حيث من السهل العثور على فرص التطوع عبر الإنترنت.
إلى جانب ذلك يُمكنك أيضًا أخذ دورات تدريبية والتعرف على الوظائف المحتملة، وقراءة الكتب والمجلات المتخصصة، كما أنّ هناك فرص عديدة متاحة عبر الإنترنت من فصول دراسية وورش عمل تطبيقية.
قد يحتاج تحديد المسار الوظيفي (Career Path) واختياره وقتًا أطول مما تتوقع، لذلك عليك بالصبر والمثابرة والاجتهاد، ويجب أن تكون منفتحًا على سوق العمل، ومطلعًا على الخيارات الوظيفية المتعددة، ومدركًا للتطور الذي يشهده عالم الأعمال اليوم خاصةً في مجالات تكنولوجيا المعلومات.
اقرأ أيضًا: كيف تختار المسار المهني المناسب لك؟
بالإضافة إلى ما سبق، من المهم أيضًا اتباع مسار يتوافق مع قيمك، وفكّر في خيارات المسارات الوظيفية على أنّها فرص لتعلم أشياء جديدة عن نفسك، حتى تستطيع تحديد المسار المناسب لك.
إنّ تحديد مسارك الوظيفي هو قرار مهم بشأن مستقبل حياتك المهنية، لذلك يجب أن تعي من البداية إمكانياتك وقدراتك وتُحدد أولوياتك، كما يجب عليك تحديد نقاط قوتك وضعفك، إلى جانب طلب المساعدة وبناء شبكة علاقات مهنية، واختبار شخصيتك والتعاون مع مستشار مهني، واستثمار وقت فراغك، بالإضافة إلى التحلي بالصبر والانفتاح على متطلبات العصر.
مسارات مهنية ذات صلة