إنّ تغيير المسار المهني قرار ليس سهلًا أبدًا، ولكنه أمر وارد خاصةً مع بدء تلاشي القاعدة التي تتمثل في الحصول على وظيفة واحدة لمدة 40 عامًا؛ ومن ثم التقاعد للحصول على معاش ثابت، إذ إنّ التطور في عالم الأعمال اليوم يعتمد على المهارات والقدرات وغيرها، وعليه بدأ الكثيرون في التفكير بتغيير مسيرتهم المهنية، وفي هذا المقال ستتعرف أكثر على عدد مرات هذا التغيير وما يرتبط به.
يصعب تحديد رقم معين ودقيق يُعبّر عن عدد المرات التي يُغير فيها الأشخاص مساراتهم المهنية، وذلك بسبب تداخل مفهومي التغيير الوظيفي وتغيير المسار المهني، ولكن في استطلاع أجراه مكتب إحصاءات العمل (BLS) حول الأشخاص المولودين في الفترة ما بين 1957 – 1964، إذ تم تتبع تاريخ عملهم حتى سن 52 واستنتج ما يأتي:
كما كشفت الدراسة بأنّ النساء شغلن وظائف عديدة مثل الرجال ولكن بنسبة أقل، إذ إنّ معدل تغييرهم للوظائف بلغ عند النساء 12.1 وظيفة، أما الرجال فبلغ 12.5 وظائف، وبشكل عام إنّ متوسط تغيير الوظائف هو 12.
من العوامل التي يجب مراعاتها عند التفكير في تغيير المهنة أو عند اتخاذ الموظفين قرار تغيير الموظفين لمسيرتهم المهنية ما يأتي:
قد يُؤثر قرار إعادة تخطيط المسار الوظيفي على الحالة المادية للموظف، لذلك يجب قبل اتخاذ هكذا قرار التفكير بحجم النفقات المالية وتكلفة المعيشة، وتناسب الراتب الجديد مع كل ذلك، إلى جانب تكاليف الانتقال والتدريب.
إذا كان لديك عائلة، فيجب التفكير بمدى تأثير هذا التغيير الوظيفي عليهم، إذ قد يُؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على ميزانية الأسرة، وقد يضطر أطفالك إلى الانتقال إلى مدرسة جديدة.
ضع في اعتبارك الأسباب التي تجعلك تُخطط لتغيير مهنتك، فقد تُبالغ في رد فعلك تجاه مشكلة مؤقتة يُمكن حلها بسهولة، فمثلًا إذا كنت تشعر بالملل من عملك الحالي، يُمكنك التحدث إلى مديرك ومعرفة ما إذا كان بإمكانك العمل تغيير مهامك، فبدلُا من تغيير مهنتك، قد تحتاج فقط إلى تغيير الفريق أو الإدارة أو القسم الذي تعمل به، لذلك تأكد وادرس قرارك جيدًا.
اقرأ أيضًا: ما هي العوامل المؤثرة في المسار المهني؟
قد تبدو فكرة البدء من جديد مثيرة، خاصةً إذا فقدت شغفك وحماسك اتجاه عملك، وبالرغم من أنّ هذا الأمر قد يكون فرصةً جديدةً لك، ولكن قد يصعب عليك في البداية التأقلم والتكيف، لذلك يُنصح قبل عند اتخاذ الموظفين قرار تغيير مسيرتهم المهنية أن يُفكروا جيدًا، وأن يُعيدوا النظر في مدى قدرتهم على البدء بتحدٍ جديد بروح عالية وحماس.
إذا كنت قد قررت تغيير مهنتك، فقد تحتاج إلى اكتساب مجموعة من المهارات الجديدة، خاصةً إذا كنت في الوظيفة نفسها لسنوات طويلة تُمارس المهارات ذاتها دون تطور، لذلك حتى تقوم باختيار المسار المهني والتخطيط له بكل ثقة يجب عليك إعادة النظر بمهاراتك وكيفية تطويرها من خلال الدورات التدريبية وورش العمل المتنوعة.
يجب أن تضع بعين الاعتبار تنقلاتك والمسافة ما بين مقر العمل والمنزل؛ لقياس الميزانية الخاصة بالمواصلات، ومدى تناسب ذلك مع قدرتك المادية.
تتلخص أسباب تغيير الوظيفة فيما يأتي:
إنّ غالبية الموظفين يتركون عملهم بسبب أنّهم يشعرون بأنّ الأجر الذي يحصلون عليه لا يتناسب مع جهودهم، إلى جانب عدم توفير معظم المؤسسات الاستقرار الوظيفي والعوامل المصاحبة له وأهمها الاستقرار المادي.
ويتمثل ذلك في عدم وضع الشركة خطة واضحة لكيفية نمو الموظف، مثل أن يقوم متخصص الموارد البشرية في إعداد خطط تنمية فردية تدعم المسار المهني للموظفين حتى تكون الرؤية واضحة لديهم ولا يُفكروا في تغيير مسيرتهم المهنية، وعدم تواجد هذا الأمر سيُشعر الموظف بعدم الانتماء للمكان، ويُعزز ذلك عند عدم الرضا، نظرًا إلى أنّ التطور والترقية أمران غير متاحين، وبالتالي سيبدأ الموظفون في التفكير بالانتقال إلى عمل آخر.
اقرأ أيضًا: ما هي أهمية الدور الذي يلعبه تخصصك الجامعي في مسيرتك المهنية؟
إنّ الموظف بحاجة إلى أن يُوازن بين الحياة العملية والشخصية في سبيل الحفاظ على الإنتاجية وسلامة الصحة النفسية، لذلك من التوجهات الحديثة خاصة بعد وباء كورونا هو دعم المرونة في العمل، من خلال توفير خيار العمل من المنزل، أو البدء بالعمل في ساعة متأخرة أو غيره، خاصةً إذا كانت طبيعة العمل تُشجع على ذلك ولن يكون هناك آثار سلبية.
إنّ الموظف يتطور يومًا بعد يوم، وهذا يُؤثر على توجهاته، فما كان يُناسبك في سن 25 لم يعد يُناسبك في سن 40، فمثلًا قد يكون حماسك قد قلّ أو تُريد استقرارًا أكبر مستقبلًا، وتبحث عن ثقافة شركة إيجابية تستطيع من خلالها الإفادة والاستفادة من خبراتك ومهاراتك.
قد يكون الموظف قد يشعر بالاحتراق الوظيفي أو الإرهاق، وهذه جالة نفسية بسبب التعب وضغط العمل والبيئة المحيطة، والتي تُؤثر على الإنتاجية وتُقلل من الحماس، وينعكس ذلك على أداء الموظفين وعدم شعوره بالرضا، مما يُؤدي إلى اتخاذ قرار تغيير مسيرتهم المهنية.
قد لا يكون لديك أيّ شكوى حول عملك، ولكنك قد تشعر بأنّك قد قطعت شوطًا طويلًا في حياتك المهنية وبدأت تفقد الاهتمام بأمور جوهرية وترغب في تجديد شغفك، لذلك قد تبدأ في التفكير بالبدء بتحدٍ جديد في مكان عمل آخر ومع شركة تتطلب مهارات مختلفة.
اقرأ أيضًا: نظرة عامة على تطوير الأعمال
إنّ قرار تغيير المسار المهني يحتاج إلى تفكير ودراسة، إذ قد يترتب عليه نتائج سلبية أو إيجابية، وذلك حسب العوامل والأسباب التي أدت إلى اتخاذ هذه القرار، فتبديل المسار الوظيفي في الموارد البشرية غالبًا يكون نتيجة عدم شعور الموظفين في الاستقرار الوظيفي وقلة الفرص للنمو في العمل وعدم توفر المرونة، إلى جانب تطوير القيم وتغير التوجهات والشعور بالإرهاق الوظيفي والرغبة في تحدٍ جديد.
كما يجب مراعاة مجموعة من العوامل عند اتخاذ الموظفين قرار تغيير مسيرتهم المهنية، ومن هذه العوامل: مدى تأثير هذا القرار على الاستقرار المادي وتبعاته المالية، إلى جانب التداعيات العائلية وأسباب التغيير الوظيفي سابقة الذكر ومدى تأثيرها على الإنتاجية والدافعية، بالإضافة إلى بعد مقر العمل عن المنزل وقدرتك على اكتساب مهارات جديدة، وفكرة التأقلم للبدء من جديد بروح عالية وحماس.
مسارات مهنية ذات صلة