دور إدارة الموارد البشرية في إدارة الأزمات

تواجه الشركات اليوم العديد من التحديات والأزمات نتيجة التغيرات الاقتصادية والبيئية والتكنولوجية. وفي مواجهة هذه الأزمات تأتي الفرصة لإعادة التفكير الاستراتيجي والابتكار لتحويل التحدي إلى فرصة، وتلعب الموارد البشرية دوراً محورياً في إدارة الأزمات من خلال التواصل الفعال مع الإدارة والموظفين وتوفير الدعم والتوجيه فيما يتعلق بالجوانب العملية والاستراتيجية، حيث تساهم الموارد البشرية في تهيئة بيئة العمل والمحافظة على الروح المعنوية وإيجاد الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات بما يُمَكّن الشركة من الخروج من الأزمة بنجاح.

ما هي إدارة الأزمات؟

إدارة الأزمات هي عملية تنطوي على التخطيط والاستعداد والاستجابة والتعافي من الأزمات التي تواجه المنظمات. وتشمل الخطوات الرئيسية لإدارة الأزمات ما يلي:

  1. التخطيط والاستعداد: وضع خطط طوارئ وإجراءات استجابة للأزمات المحتملة.
  2. الاكتشاف المبكر: رصد الإشارات المبكرة للأزمات المحتملة والاستعداد للاستجابة.
  3. الاحتواء والاستجابة: اتخاذ إجراءات فورية لاحتواء الأضرار وضمان استمرارية العمل.
  4. الاتصالات: التواصل الفعال داخلياً وخارجياً خلال الأزمة.
  5. التعافي: إعادة بناء وتطوير العمليات بعد الأزمة، واستخلاص العبر والدروس.
  6. التقييم: مراجعة استجابة الأزمة وتحسين خطط وإجراءات الطوارئ.

أزمة الشركات 

 أزمات الشركات هي حالات غير متوقعة وخطيرة تهدد استمرارية وسمعة الشركات، وتنشأ هذه الأزمات عادةً بسبب:

  1. الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل التي تعطل سلسلة الإمداد.
  2. الأخطاء الإدارية والفضائح المالية التي تضر بسمعة الشركة.
  3. التغيرات التكنولوجية المفاجئة التي تهدد استمرارية نماذج الأعمال.
  4. الأزمات الاقتصادية مثل الكساد والتضخم التي تؤثر على المبيعات.
  5. الأزمات السياسية والاجتماعية مثل الحروب والاضطرابات التي تعطل الأسواق.
  6. مشاكل المنتجات والخدمات التي تلحق الضرر بالعملاء وسمعة العلامة التجارية.

لذا تحتاج الشركات إلى الاستعداد ووضع خطط طوارئ للتعامل مع هذه الأزمات بفعالية.

اقرأ أيضًا: ماهو الدور الوظيفي لمحلل الموارد البشرية؟

 دور الموارد البشرية في إدارة الأزمات

يلعب قسم الموارد البشرية دورًا محوريًا في إدارة الأزمات نظرًا لتأثيرها المباشر على الموظفين ويتمثل هذا الدور في:

  1. المحافظة على تحفيز الموظفين وتوجيههم نحو نهاية الأزمة، من خلال التواصل الفعال والشفافية.
  2. تعزيز ثقافة وقيم الشركة لدى الموظفين للمحافظة على الروح المعنوية.
  3. تقديم الدعم والتدريب للمديرين لإدارة فرقهم بفعالية أثناء الأزمات.
  4. تسريع التحول الرقمي لعمليات الموارد البشرية لزيادة مرونة وقدرة الشركة على التكيف.
  5. القيام بالمهام الإدارية والقانونية المعتادة بالإضافة إلى أدوار إدارة الأزمات.
  6. التخطيط لمرحلة ما بعد الأزمة واستعادة النشاط.

تعبئة الموظفين في أوقات الأزمات

يلعب قسم الموارد البشرية دورًا أساسيًا في المحافظة على تحفيز الموظفين وتعبئتهم خلال أزمات الشركات من خلال:

  1. الحفاظ على التواصل المستمر مع الموظفين على جميع المستويات لبناء الثقة.
  2. دعم المديرين في أداء دورهم كوسطاء لنقل المعلومات وتلبية احتياجات الموظفين.
  3. مراقبة الوضع والتكيف مع الاحتياجات المتغيرة للمحافظة على الالتزام.
  4. المحافظة على ثقافة وقيم الشركة التي توحد الموظفين وتحفزهم.
  5. إدارة المخاطر النفسية والاجتماعية الناجمة عن الأزمة.
  6. تنفيذ حلول مرنة مثل العمل عن بعد لضمان استمرارية العمل.

فالتواصل والقيادة الفعالة أمران حاسمان للمحافظة على تعبئة الموظفين خلال الأزمات

دعم المديرين والموظفين: إدارة الأزمات

يقدم قسم الموارد البشرية الدعم اللازم للمديرين لإدارة فرقهم بفعالية أثناء الأزمات من خلال:

  1. توفير الأدوات والحلول التي تضمن رفاهية الموظفين وسلامتهم أثناء الأزمات.
  2. مساعدة المديرين على المحافظة على تحفيز ومشاركة فرق العمل في أوقات عدم اليقين.
  3. إعادة التركيز على العنصر البشري وإقامة علاقات ثقة بعد الأزمات.
  4. إجراء تقييمات لمدى التزام ورضا الموظفين وتقديم الحلول المناسبة.
  5. مساعدة المديرين على إعادة بناء الثقة وإيجاد معنى في العمل بعد الأزمات.
  6. تصميم حلول مخصصة تراعي الجوانب القانونية والتنظيمية.

إدارة الأزمات والابتكار في الموارد البشرية

توفر الأزمات فرصة لإعادة اختراع الشركات وابتكار حلول جديدة، وهو ما ينطبق أيضًا على أقسام الموارد البشرية، ففي أوقات الأزمات قد تضطر الموارد البشرية للتكيف والابتكار لتنفيذ مهامها المعقدة في ظل الظروف الصعبة ومن الحلول الممكنة الاستعانة بمصادر خارجية مثل مديري الموارد البشرية المؤقتين ذوي الخبرة في إدارة الأزمات، فالابتكار ضروري ليس فقط على مستوى الشركة ككل ولكن أيضًا على مستوى إدارة الموارد البشرية نفسها.

اقرأ أيضًا: أهم اتجاهات الموارد البشرية لعام 2023

كيفية تضمين الموارد البشرية في برنامج إدارة الأزمات

يمكن تلخيص الأدوار الرئيسية لقسم الموارد البشرية في إدارة أزمات الشركات على النحو التالي:

قبل الأزمة:

  1. وضع خطط الطوارئ والاستجابة للأزمات المحتملة.
  2. تدريب الموظفين على الاستعداد والاستجابة للأزمات.
  3. وضع سياسات وإجراءات تهدف لحماية الموظفين أثناء الأزمات.

أثناء الأزمة:

  1. المحافظة على التواصل الفعال مع الموظفين.
  2. تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للموظفين.
  3. مراقبة ظروف ورفاهية الموظفين والاستجابة لاحتياجاتهم.

بعد الأزمة:

  1. تقييم أثر الأزمة واستجابة الموظفين لها.
  2. تحديد الدروس المستفادة وتحسين خطط إدارة الأزمات.
  3. دعم عملية تعافي الموظفين واستعادة النشاط الوظيفي.

الأسئلة الشائعة حول دور الموارد البشرية في إدارة الأزمات 

يلعب قسم الموارد البشرية دوراً محورياً في إدارة الاتصالات أثناء الأزمات لضمان وصول رسائل واضحة ومتسقة للموظفين وضمان تطوير الاسئلة الشائعة المناسبة حول الأزمة وأهمها مايلي:

1- كيف تبدو عملية إدارة الأزمات النموذجية؟

تتضمن عملية إدارة الأزمات عادةً الخطوات التالية:

  • الاستعداد والوقاية: وضع خطط الطوارئ وإجراءات الاستجابة للحد من آثار الأزمات المحتملة.
  • الكشف المبكر: رصد مؤشرات وإشارات الأزمات المحتملة في وقت مبكر.
  • الاحتواء والاستجابة: اتخاذ إجراءات فورية لاحتواء الأضرار والسيطرة على الوضع.
  • الاتصالات: التواصل الفعال داخليًا وخارجيًا أثناء الأزمة لتهدئة المخاوف.
  • التعافي: إصلاح الأضرار واستئناف العمليات والأنشطة بعد زوال الأزمة.
  • التعلم: تقييم الاستجابة للأزمة وتحديد الدروس والفرص للتحسين المستقبلي.
  • التحسين المستمر: تحديث خطط وإجراءات إدارة الأزمات بناءً على التجارب السابقة.

2 هل الاستعانة بمصادر خارجية للموارد البشرية هو الحل في أوقات الأزمات؟

الاستعانة بمصادر خارجية للموارد البشرية أو ما يُعرف بالتعاقد الخارجي قد يكون خياراً جيداً للشركات في أوقات الأزمات، لكنه ليس دائماً الحل الأمثل، ومن مزايا التعاقد الخارجي في الأزمات:

  1. توفير التكاليف مقارنة بالتوظيف الكامل
  2. الحصول على المهارات المطلوبة بسرعة
  3. مرونة أكبر في تعديل أعداد الموظفين

لذا يفضل تبني نهج متوازن باستخدام التعاقد الخارجي للأعمال المؤقتة، مع الاستثمار في الموظفين الدائمين لضمان الالتزام طويل الأمد.

3- لماذا تعتبر إدارة الأزمات مهمة؟

تعتبر إدارة الأزمات مهمة للغاية لأي منظمة لعدة أسباب:

  • الحد من الخسائر: إدارة الأزمات بفعالية تقلل الأضرار المالية والسمعة السيئة.
  • الاستمرارية: التعامل الجيد مع الأزمات يضمن استمرار عمليات المنظمة بأقل اضطراب ممكن.
  • ثقة العملاء: إدارة الأزمات بشكل احترافي تحافظ على ثقة العملاء وولائهم تجاه العلامة التجارية.
  • الميزة التنافسية: الشركات التي تتعامل بذكاء مع الأزمات تكتسب ميزة تنافسية عن منافسيها.
  • الدروس المستفادة: توفر الأزمات فرصة للتعلم والنمو وتحسين العمليات.
  • الاستعداد للمستقبل: الخبرات المكتسبة تجعل المنظمة أكثر استعدادًا لمواجهة أزمات مستقبلية.

لذلك استثمار الوقت والموارد في إدارة الأزمات بفعالية أمر ضروري لنجاح واستمرار أي منظمة.

اقرأ أيضًا: 9 طرق لتعزيز تطوير الموظفين في بيئة العمل

الخاتمة

تُعد وضع خطة شاملة وفعالة لإدارة الأزمات أمرًا حيويًا لضمان استجابة سريعة ومنظمة عند وقوع أي طارئ، فالخطة الناجحة هي التي تراعي طبيعة وأنواع الأزمات التي قد تواجه المنظمة وتحدد الأدوار والمسؤوليات بوضوح وتضع إجراءات مبسطة سهلة التنفيذ مع وجود آليات فعالة لتدفق المعلومات والاتصالات كما يجب اختبار الخطة وتحسينها فالأزمات لا مفر منها والاستعداد الجيد لها بخطة شاملة يحد من آثارها السلبية ويحافظ على استمرارية الأعمال.

المراجع 

1- The HR Role in Crisis Management

2- The HR Role In Crisis Management: Process & Tips

3- Corporate crisis management: the role of human resources

Shares

مسارات مهنية ذات صلة

ما مدى أهمية الدور الذي يلعبه تخصصك الجامعي في مسيرتك المهنية؟

المسار المهني للتطوير المتكامل لتطبيقات الويب

كيف تصبح خبير اقتصادي

error: Content is protected !!
We use cookies to improve your experience on our website. By browsing this website, you agree to our use of cookies.

تسجيل الدخول

إنشاء حساب

كلمة سر منسية