إنّ العمل على تطوير ذاتك في بيئة العمل من أهم الأمور التي تُساعدك في التقدم والرضا الوظيفي، وهي طريقة فعالة بشكل كبير في بناء شخصية قوية وتحقيق الأهداف المرجوة، والتغلب على نقاط الضعف، إذ يكتسب الموظف مهارات اجتماعية وعاطفية وعملية، كما أنّ العمل على التنمية الشخصية تُساهم في نضجك ونجاحك وتقييم مهاراتك وقيمك.
إنّ الطرق التي تتعلق في تعزيز وتطوير الذات هي صفات وقدرات تُساعدك على النمو على الصعيدين الشخصي والمهني، يمكن تلخيص أبرزها فيما يأتي:
إنّ التفكير بإيجابية قد يُساعدك في التغلب على المصاعب والتحديات التي تُواجهها في بيئة العمل، فعالم الأعمال فيه الكثير من الصعود والهبوط، ويجب أن تفهم هذه التقلبات، وتتفاءل دومًا، ولا تحف من خوض تجارب جديدة، حيث يُمكن للخوف أن يمنعك من النمو والتقدم.
فعلى سبيل المثال، إذا كنت تخشى التحدث أمام جماعة من الناس، فحاول تطوير ذلك الأمر من خلال العمل الجماعي، وإذا كنت تخشى المخاطرة، فتدرب على اتخاذ القرارات لبناء ثقتك بنفسك وتطوير ذاتك، وأما إذا كنت خجولًا، فحاول بدء محادثة أو تقديم نفسك لأشخاص جدد وبادر بنفسك، وسجل بدورات وورش عمل منوعة.
احرص على أن تتعلم شيئًا جديدًا، وتسعى لفهم أعمق في مجالك وتخصصك، فهذا سيجعلك تتطور بشكل ملحوظ، مثل: أن تتخذ قرار إكمال الدراسات العليا، أو أن تأخذ ورشة عمل أو دورة في حقل من حقول مجالك، كما أنّ مشاركتك بالندوات والمؤتمرات سيجعلك تتطلع على أبرز التقنيات والتحديثات، بالإضافة إلى تعزيز قدرتك على التواصل مع الآخرين.
إنّ طلبك تغذية راجعة حول تقدمك في المسار المهني وتقييم أدائك سيُفيدك في التطور والنمو، فإذا كنت تُعاني من مشكلات في أمر ما سيكون أمامك مجالًا لإيجاد طرق للتحسن، إذ تُساهم التغذية الراجعة من قِبل المدير في إنجاز العمل ورفع الأداء، بالإضافة إلى أنّه يُمكنك سؤال أصدقائك أو أحد أفراد العائلة حول مشروع ما، حيث أحيانًا تحتاج إلى رأي خارجي يُساعدك للوصول إلى أمر ما أو الحصول على فكرة.
اقرأ أيضًا: 9 طرق لتعزيز تطوير الموظفين في بيئة العمل.
يمكننا القول إنّ التغذية الراجعة ستُوضح الرؤية لديك، مما يجعلك أكثر وضوحًا وشفافيةً، وتجنبك تكرار الأخطاء وتمكنك من السيطرة على الأعمال.
قال الأديب بنجامين فرانكلين: “إذا فشلت في التخطيط، فأنت تُخطط للفشل“، وعليه إنّ أفضل خطة لتطوير ذاتك هي إنشاء خطة تطوير ذاتي، مما سيجعلك أكثر ثقةً في الخطوات التي تتخذها، وعند إنشاء خطة تنمية شخصية يجب أن تحرص على أن تتضمن ما يأتي:
إنّ تحديد الأهداف التي ترغب في تحقيقها في بيئة العمل، سيُقدم لك توجيهًا طويل المدى ويُحفزك، فمهما كانت أهدافك فأنت بحاجة إلى تحديدها لاتخاذ الإجراءات والقرارات التي يجب أن تفعلها، أكان ذلك ثروة أو وظيفة أو سعادة أو بناء علاقات جديدة.
واحرص على أن تكون الأهداف قابلة للقياس والتحقيق وملائمة للظروف، حتى لا تهدر وقتك وجهدك وتفكيرك، وستتغلب من خلال ذلك على التسويف والتأجيل.
من أفضل الطرق لتطويرك الشخصي هو بناء العلاقات والعمل على توسيع دائرة معارفك، ويكون ذلك من خلال حضور الندوات والفعاليات والمؤتمرات التي لها علاقة بمجال عملك أو أحد اهتماماتك، هذا سيُساعدك في تكوين معارف وصداقات جديدة والاطلاع على تجارب الآخرين، مما قد يشكل لك مصدر إلهام.
أكان لديك عملك الخاص أم لا، فإنّ استراتيجية التفكير كرائد أعمال ستُطور قدراتك في الابتكار والتخطيط، نظرًا إلى أنّ رواد الأعمال يجب أن يكونوا مبتكرين واستثنائيين، وهذه الطريقة بالتفكير ستجعلك تفهم عالم الأعمال أكثر، وذلك سيُؤثر على أمور كثيرة في شخصيتك، أبرزها الآتي:
اقرأ أيضًا: إدارة المواهب: استراتيجية مهمة في الموارد البشرية.
إنّ الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية يُساعدك بشكل كبير في التطور الشخصي وتطوير الأداء في العمل، فالاهتمام بالصحة هي ثقافة، وهي السبيل الذي يدفعك للاستمرار وتقديم أفضل ما لديك، فمثلًا عدم الانتظام في ساعات النوم قد يُؤثر على إنتاجيتك في العمل وشعورك بالإرهاق، وعدم تنظيم الوقت سيُؤثر على صحتك النفسية، فتظهر مشكلات عديدة، مثل: الاكتئاب والقلق.
كما أنّ الاهتمام بالصحة سيُحنبك المشكلات الخاصة بالعمل، مثل: الاحتراق الوظيفي، والاهتمام بالصحة يشمل الطعام الصحي، إذ عليك الانتباه إلى ما تأكله وتشربه، بالإضافة إلى أهمية ممارسة الرياضة والحفاظ على الصحة البدنية ومراقبة الوزن.
إنّ التدرب على رفع مستوى التركيز والملاحظة لديك سيُساهم في تطوير ذاتك في العمل، فقوة الملاحظة هي السبيل لمعرفة ما يجب أن يكون هدفك التالي، وأما التركيز الذهني، فإنّه السبيل لأن تُدرك وتفهم محيطك والأدوات المتاحة لديك وكيفية التعامل معها، وهاتان المهارتان تعتمدان على قوتك وحيويتك وفهمك للأمور بسلاسة دون تعقيد.
تذكر دائمًا بأن ما يُناسب غيرك قد لا يُناسبك والعكس، ذلك لأنّ قدراتك وأسلوبك في العمل قد يكونان مختلفين، لذلك ابحث عن ما يُناسبك لإنجاز مهامك على أكمل وجه دون تقصير، وتذكر دائمًا أنّ المهارات التي تكتسبها هي المهمة، وليس كيفية اكتسابها، لذلك لا تخف من التجربة وتعلم من كل تجاربك التي تخوضها.
إنّ القراءة هي أفضل طريقة للحصول على معرفة موجزة وفعالة تحتاجها لتنمية شخصيتك في بيئة العمل،
وامتلاك عادة القراءة يساعدك في توسيع نطاق معرفتك، كما يساعدك أيضًا على فهم الأشياء من منظور أفضل، وفهم وجهات نظر الآخرين، فالقراءة باختصار تُضيف لعقلك أفكارًا جديدةً، وتُحسّن قدراتك على التفكير النقدي.
اقرأ أيضًا: كيف تختار المسار المهني المناسب لك؟
إنّ تطوير ذاتك في بيئة العمل يحتاج منك جهدًا كبيرًا واستثنائيًا، وذلك من خلال استخدام طرق واستراتيجيات مختلفة، يكون الهدف منها بناء شخصيتك وتحقيق الأهداف التي تسعى إليها، مثل: أن تكون إيجابيًا قدر الإمكان، وأن تهتم بصحتك الجسدية والنفسية، وأن تُحدد أهدافك بدقة، وغيرها.
مقالات ذات صلة