إنّ المحافظة على فعالية أداء الشركة من خلال تنفيذ منهج استراتيجي للسياسات والإجراءات المتعلقة ببعض قضايا العمل خاصةً الثقافة التنظيمية، هو أمر مهم للغاية؛ لأنّه يضمن استدامة الشركة وديمومتها وتطوير عملها، وهذا ما يهدف له قسم الموارد البشرية، الأمر الذي يتطلب عددًا من الوظائف والأعمال، ومن بينها: مدقق موارد بشرية.
يُمكن أن تتلقى تدريبًا من قبل قسم الموارد البشرية، تحت إشراف فريق التدقيق الداخلي، حيث يتم تعريفك بكيفية إعداد تقارير موثوقة وفعالة بعد دراسة مجالات عديدة، كما يُمكن بعد أن تحصل على شهادة في الموارد البشرية أن تتخصص في مجال التدقيق من خلال إكمال الدراسات العليا أو أخذ شهادات تدريبية في هذا المجال، مثل: ماجستير إدارة الموارد البشرية أو ماجستير إدارة الأعمال في الموارد البشرية.
اعلم أنّ عملية التدقيق هي عملية صعبة تستغرق وقتًا طويلًا، وتحتاج إلى الدقة ومهارات عليا، فهي تُعنى بإعادة تصميم ودراسة عمليات وأنظمة الشركة لدعم أهداف العمل، إلى جانب تقييم الأداء العام بما في ذلك الموظفين، وتقديم توصيات للإدارة بشأن ذلك.
إنّ الغرض الرئيسي من التدقيق الداخلي هو تحليل وتقديم ضمان موضوعي ومشورة بشأن القضايا المتعلقة بممارسات ومخاطر أعمال الشركة من خلال فحص فعالية الحوكمة وإدارة المخاطر والرقابة، إذ في الغالب ما يكون تدقيق الموارد البشرية جزءًا من التدقيق الداخلي عندما تخضع الشركة للتدقيق التشغيلي.
أما تدقيق الموارد البشرية هو طريقة شاملة لمراجعة سياسات الموارد البشرية الحالية وإجراءاتها ووثائقها وأنظمتها لتحديد مجالات التحسن ما بين الأقسام، كما يقوم فريق التدقيق أيضًا بتقييم الامتثال للشركة مع القواعد واللوائح المتغيرة باستمرار بشأن بعض القواعد وطرق سير العمل؛ لضمان أفضل الممارسات، مما يُجنب المؤسسة الخضوع مساءلات القانونية وتحذيرها من ذلك.
اقرأ أيضًا: ما هو نظام معلومات الموارد البشرية HRIS؟
تكمن أهمية هذا المجال فيما يأتي:
إنّ لكل مؤسسة أو منظمة خطة عمل استراتيجية تسعى لها لتحقيق أهدافها الخاصة برفع مستوى المهارات التنظيمية، وتكمن أهمية وجود فريق التدقيق في إقناع الإدارة بالكشف عن هذه الخطط وتطويرها؛ لإشراك الموظفين بها، حتى يتمكنوا من المشاركة في عملية صنع القرار، فالهدف من عملية التدقيق هو البحث عن بؤر الخلل التي تُعطل عملية التقدم، وتحديد الطرق التي يُمكن تحسينها.
يجب أن يكون الأشخاص العاملون في قسم الموارد البشرية واضحين جدًا بشأن أدوارهم ومسؤولياتهم، وذلك من خلال أن يكون لديهم فهم واضح أن أولويتهم هي تحقيق مصلحة الشركة، إذ يقوم فريق التدقيق بوظيفته بكل شفافية والتأكد من فهم كل قسم من الأقسام لطبيعة دوره والأعمال الموكلة إليه.
يُساعد فريق التدقيق في تحديد نقاط القوة والضعف للشركة بعد دراسة النظام الإداري الحالي، فإذا كان هناك أيّ عيب في أداء النظام، فإنّ دوره يكون بمحاولة تطوير تقنيات يُمكن من خلالها زيادة الإنتاجية، وذلك باستخدام نظام معلومات الموارد البشرية وتوضيح إجراءات العمل والتفويض وتوضيح الأدوار والمسؤوليات.
يلعب فريق التدقيق دورًا مهمًا للغاية في تحليل أداء الأقسام، إذ يُساعد بشكل مباشر في تقييم أداء الموظفين وتطوير صفاتهم القيادية، وإذا لزم الأمر، يُساعد أيضًا في إعادة تصميم نظام التطوير الوظيفي، بالإضافة إلى وضع خطط خاصة بالتنمية الفردية.
أن تُصبح مدقق موارد بشرية ليس أمرًا سهلًا، إذ عليك أن تعرف الأنواع الخاصة بالتدقيق، وهي كالآتي:
يُركز هذا النوع من التدقيق على مدى امتثال المؤسسة للقوانين والأنظمة المحلية والدولية، وما إذا كانت جميع الإدارات والأقسام تتبع لوائح تنظيم العمل، إذ يكون الهدف الرئيس منه هو التخفيف من المخاطر والتأكد من المؤسسة لا تنتهك أيّ من القوانين التي تُعرضها للدعاوى أو ما إلى ذلك.
اقرأ أيضًا: إدارة المواهب: استراتيجية مهمة في الموارد البشرية.
يُساعد هذا النوع من التدقيق المؤسسة في الحفاظ على ميزة تنافسية أو تحسينها من خلال مقارنة ممارساتها بممارسات الشركات التي تُحدد على أنّها تتمتع بممارسات استثنائية، إذ يتم مقارنة الممارسات والعمليات والسياسات الخاصة بقسم الموارد البشرية، وهذا يُسهم مستقبلًا في توصيف الوظائف وضمان السير في الاتجاه الصحيح وتحديد التوقعات وغيرها.
يقوم المدقق الاستراتيجي بتقييم مساهمة ممارسات الموارد البشرية في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة، كما يتحقق من التحسينات التي تم إجراؤها في أداء الموظفين من خلال توفير ظروف عمل مناسبة لهم، كما يتم التركيز على نقاط القوة والضعف في الأنظمة والعمليات لتحديد ما إذا كانت تتماشى مع الخطة الاستراتيجية للمؤسسة.
يُركز هذا التدقيق على وظائف محددة يُؤديها أحد الأقسام، وتشمل هذه الوظائف التوظيف والتدريب والراتب والترقية وما إلى ذلك، فهو نوع من التدقيق المصغر، إذ يقوم فريق التدقيق بفحص مجال واحد فقط من عمليات أو سياسات أحد الأقسام، ويختار التحقيق في مجال معين، مثل: إدارة كشوف المرتبات، أو سياسات مراجعة الموظفين، وغيرها.
يتضمن تدقيق الأداء مراجعة ملفات الموظفين، بهدف تقييم جودة الملاحظات التي يُقدمها المدير، إذ يُمكن أن يُؤدي نقص التغذية الراجعة إلى إعاقة نمو الموظفين، كما يُحدد فريق التدقيق مشكلات الأداء في عملية المراجعة والتغذية الراجعة.
تتلخص هذه المشكلات فيما يأتي:
يعتبر بعض المدراء أنّ عملية التدقيق ستُشكل تهديدًا كبيرًا لأعمالهم؛ لأنّها تكشف الأفعال الخاطئة التي تُمارس، وتسعى لتحقيق مبدأ الامتثال، وفي المقابل سيتم فرض عقوبات عليهم، مما يُؤثر على أداء الشركة.
لا يُمكن اعتماد مقياس أو معيار واحد أثناء تدقيق عمل معظم الشركات، حيث يجب أن يكون المقياس مناسبًا لظروف بيئة العمل، وهذا يتطلب جهدًا أكبر للوصول للهدف المرجو.
اقرأ أيضًا: مستشار الموارد البشرية.
إنّ الموضوعية من المهارات الضرورية وغيابها يُعيق عملية التدقيق، لذلك تقوم بعض الشركات بتعيين فريق تدقيق خارجي، حتى تضمن أنّهم سيعملوان بمبدأ الموضوعية، ومن أبرز الأخطاء التي لها علاقة بذلك ما يأتي:
يُمكن أن يُساعد مدقق الموارد بشرية في تحديد ما إذا كانت ممارسات الشركة وخططها قانونيةً وفعالةً، إذ يُمكن أن تُساعد النتائج التي يتم الحصول عليها من عملية التدقيق في تحديد الفجوات والثغرات والمشكلات والعمل على حلها، وإعطاء الأولوية لهذه الفجوات في محاولة لتقليل الدعاوى القضائية أو الانتهاكات التنظيمية، بهدف الحفاظ على القدرة التنافسية والأداء العام للشركة.
مسارات مهنية ذات صلة